محمد وهبي
أكثر من خمسين عاماً من الكفاح والنضال، من الشهامة والشجاعة، من المقاومة للحرية، من القتال للعدالة الاجتماعية، تاريخ لقائد لم يعرف التاريخ مثله، اسمٌ لزعيم وقف بوجه الإمبريالية حتّى دحرها وقضى عليها، أعظم صفةٍ لثائر ثار على العار والذلّ إلى أن أرجع الكرامة لمجتمع آمن بالحقّ.
إنّه فيديل اليخاندرو كاسترو. يا قائد، اليوم وقد تنحّيتَ عن عرش كوبا منبع الثورة، وعن عرش الثورة منبع الحياة، تاركاً تاريخاً من النضال، نعاهدك أننا سنعيش حاضرنا على خُطاك لنصل إلى المستقبل الذي عشت حياتك من أجل تحقيقه، فأنتَ من بدأ، وأنتَ من سعى وحقق، ونحن من سنكمل الطريق لنحافظ على العهد. أنتَ من علّمنا عدم الخضوع، وأنتَ من علّمنا عدم السكوت، وأنتَ من علمنا أن لا نقف عند إخفاق، وأنتَ من علّمنا الصبر حتّى النصر.
في السادس والعشرين من تموز 1956 كانت البداية. إلى فيرانو، لا بلاتا، لاس ميرسيديس، ياغواخاي... حتى السادس عشر من شباط 1959، ثورة لم تتوقّف إلى اليوم، فالهدف كان النصر، والنصر أتى، ونحو مزيد من الانتصارات، لم تتوقّف وإلى الإمبريالي الأكبر، حاكم النظام الأميركي مصدر الإمبريالية، جورج بوش، الذي قال يوماً:
سيأتي اليوم الذي سيأخذ الله فيه فيديل كاسترو من هنا. نقول لهذا إنّ كاسترو ليس مجرّد روح سترحل في يومٍ من الأيام، بل هو حياة دائمة في قلوبنا، وحركة صامدة في ثورتنا، وأكثر من ذلك، سيأتي اليوم الذي سيأخذ فيه العالم حقّه، يوم القضاء على الإمبريالية وسادتها، بمن فيهم ذاك القابع في البيت الأبيض. أما أنت يا قائد الثورة العظيم، فنقول لك إننا لن نتخلّى عن الدرب الذي رسمته لنا، والطريق التي أنرتها وأنَرْتَ الدنيا بها.
فيديل كاسترو، نتمنّى لك دوام الصحّة، فأنتَ سيّد العطاء، وبلا عتب من حقّنا أن نعطيك كما أعطيتنا، أن نعطيك أعمارنا لتبقى قائدنا... وتبقى الثورة.