ابتسام ديب حيدر
دمعت العيون واحترقت القلوب لدى سماعها نبأ استشهادك يا عماد. الآن ترقد تحت قبة السماء، ويدار لك العزاء، لا سجائر ولا قهوة إلا عناق الرفاق الأعزّاء، ممزوج بجرح من الأعماق. وأصيح يا بطلي... لا تحزن، قسماً بدمك الموزَّع على أعداء البلاد، سوف نصرّ على العناد، ولو غاب الشجر عن بساتين أرضنا وامتلأ ثراها بأذرع الشهداء. سوف ننال من قاتليك الأغبياء. أنت لست من الموتى بل أنت من الأحياء. ليست الروح التي تحزن بعاقر، إنها النهر الذي يحفر مجراه بقسوة، وأجمل الأحلام ما كان وساماً فوق صدر الأرض.
هكذا دون مقابل ندفع للأرض ضريبة من الأرواح. وتمنّيت لو أستطيع الوصول إليك وأمسح بمنديلي دمك الطاهر ثم أغسله بدموعي، غير أن الجراح ــــ كما قيل ــــ يفسدها الدمع حين يكون كالحريق. أيها البطل، كلّما اغتالونا على حبّ أوطاننا يصبح الجرح أجمل من قبل. أيها الشهيد، كلّ أرض تتزيّن بشهدائها، وأنت أسمى وأرقى سفير.اخلعوا الأحزان، ولنبنِ الأوطان، وليولد مثل عماد آلاف الرجال الأقوياء، الشرفاء، الأوفياء.