حسن فاخوري
لا حياة لمن تنادي، لأنني أشعر أن اللامبالاة شعار الضرورة عند الحكومة، وحتى لو كنت جائعاً عليك انتظار خروف جحا المعلّق بالسقف وتحته شمعة للشواء كانتظارك لجنة الهيئة العليا للإغاثة مع لجنة عسكرية للكشف عن الأضرار الناتجة عن الزلزال. عليك أن تنام في العراء أو على عيون الأقارب أو تنصب «شادراً» فتتحمّل «القرص» والبرد والشتاء والرياح، وفي حال حلول موعد الحمام عليك أن تعملها وزوجتك وأولادك وراء الحائط فتعود إلى القرون الوسطى كما يخطّطون. أقول: بناية في صور مؤلّفة من 12 طبقةً، كتب على مدخلها بالإخلاء فوراً فرفضت ثلاث عائلات الإخلاء، مفضّلين الموت على نوم العراء والمسؤولية تقع أوّلاً على الهيئة العليا للإغاثة، وثانياً على القوى المحلية لأنّ ما يُدفع لتحديث البنايات القديمة وشوارع الطرقات ومقبرة القساطل أو بما لا يُعَدّ ولا يحصى. فهذه الأموال واجب شرعي. أقول شرعاً حماية العائلات التي هي دون مأوى أو تسكن في بيوت كالأكواخ لأن البشر أفضل من الحجر. أمّا انتظار الحكومة فهذا مقطوع الأمل منه كما عوّدونا لأن ذمتهم مسؤولة أمام الله عن حرب تموز 2006. ولا أقول عن بناية واحدة، فعشرات المنازل معرّضة للسقوط وعلى الحكومة والقوى المحلية بناء البيوت على المشاعات، وإلا لماذا اسمها مشاعات. وفي الماضي أيام الإقطاع السياسي عملوا المساكن الشعبية لحل المشكلة الديموغرافية. لماذا لا تقطع أصابع بعض المهندسين الذين وافقوا على مواصفات البناء لأن في المواصفات بنوداً تختصّ بالزلزال، حتى في شباط 1943 حدث شبه زلزال وثلوج، وأعطت يومها الدولة إذناً بالبناء دون ترخيص، وما أشبه اليوم بالبارحة ولا أخبّئ سراً بأن أقوالاً كثيرة تتّهم إسرائيل بأنها تجري تجارب نووية في البحار المقابلة أو أنّ ما يحدث نتيجة لحرب تموز من كثرة ما ألقي من قنابل ذكية غبية «فتفتت» الصخور ولم يتفتفت الجنوبي.