أسعد أبو خليل *
ما هذا الافتتان العربي بالاستشراق الإسرائيلي؟ ولماذا هذا الإفراط في متابعة كل ما يصدر عن الصحافة الإسرائيلية حتى وإن كان تثاؤباً؟ ولماذا هذا الإجلال لكل ما يبدرُ عبريّاً؟ لا يكتمل التحليل في عالمنا العربي ولا يستقيم التنظير ما لم يقترن باستشهاد ـــــ لا فائدة منه غالباً ـــــ لمعلّق أو أكاديمي إسرائيلي، وإن أتى خارج السياق تماماً. ذهبنا بعيداً في دراسة العدو حتى بتنا نصدّق عن غير وعي ما يقوله العدو عن نفسه. هل الحكمة كامنة بالعبرية مطلقاً؟

مرحلتان: ما بعد النكبة وما بعد النكسة

في تعاطي الثقافة العربية مع إسرائيل، مررنا بمرحلتين في تاريخنا المعاصر: المرحلة الأولى التي تلت النكبة ـــــ يجرح هذا الكلام شعور الليبراليين العرب لأنهم يريدوننا أن نزعم كاذبين أن احتلال فلسطين بدأ في 1967 لا في 1948 مخافة أن نستفز «المجتمع الدولي»، أو أن نجرح شعور آموس عوز ـــــ شهدت هذه المرحلة نزقاً إيديولوجياً رفض أي دراسة جادة لإسرائيل وللصهيونية، لأن العكس، بمفهوم الأنظمة، كان يعني تطبيعاً أو قبولاً بالكيان الصهيوني ـــــ تتسابق الأنظمة الآن للتطبيع ـــــ. ولسنوات، لم تكن هناك دراسات جادة لطبيعة المجتمع الإسرائيلي أو حتى لجيش العدو. كنا منهمكين في ترديد ذلك البيت للأخطل الصغير: «ضجت الصحراء تشكو عريها، فكسوناها زئيراً ودخاناً». ربما، كان هذا مرده إلى إفراط في التفاؤل، أو في النرجسية القومية، أو في احتقار العدو إلى درجة الاستهانة والاستخفاف. لم يكن هناك توقع لاستمرارية الكيان. ولم يكن هذا التوجه بريئاً من جانب الأنظمة الرجعية، وتلك التي ادّعت وتدّعي التقدمية.
كانت الأنظمة تريد تشجيع اتكالية قدريّة للتبرّؤ من المسؤولية، وهذا يفسر هول الفاجعة في حرب 1967. فالناس، نتيجة تعبئة إعلامية، لم تفاجأ بالهزيمة فقط، بل إنها كانت تتوقع نصراً حاسماً بناءً على ادّعاءات أنظمة ما أجادت عملاً كما أجادت منطق المزايدة: البعث ضد عبد الناصر، عبد الناصر ضد البعث، النظام الهاشمي ضد عبد الناصر، إلخ. هذه المزايدات حكمت أداء الأنظمة قبل وبعد الهزيمة، مما أعطى أفضلية دعائية وعسكرية للعدو. وكانت الاتكالية القدريّة جزءاً لا يتجزأ من سياسة الأنظمة العربية، واتّبع فكر الجبرية الخالصة (المتمثلة في منهج الجهم بن صفوان) كل من عبد الناصر بعد هزيمة نظامه الشنيعة في 1967، وصدام حسين بعد حرب 1991. لجآ إلى فكر الجهم ليسعفهما في تسويغ هزائمهما.
ولا يمكن دراسة هذا الافتتان، إن لم نقل الهوس، بالاستشراق الإسرائيلي في فراغ أو من عدم. فهو نتيجة حتمية لتعظيم المعرفة والقدرات الاستخبارية الإسرائيلية من جانب إسرائيل نفسها ومن جانب الأنظمة العربية أيضاً (لغايات مختلفة). فإسرائيل تعمد منذ الستينيات، على الأقل، إلى المبالغة في قدرات استخباراتها، وذلك كجزء من حربها النفسيّة على العرب، بالرغم من فشل وتعثرات الموساد وأخطائه عبر السنوات (من قضية لافون إلى فضيحة إيلي كوهين، ويمكن مراجعة كتاب رئيس الموساد السابق، أفرام هلفي، والذي صدر أخيراً لتبيّن قلة أو محدودية معرفتهم بالعالم العربي).
وكان مدير الاستخبارات الأميركية في عهد جيمي كارتر، ستانسفلد ترنر، يقول إن الاستخبارات الإسرائيلية ممتازة في الدعاية والترويج والعلاقات العامة، ولكنها عادية جداً في قدراتها الاستخبارية والتجسسية. لنتذكر فقط اختطاف المواطن العادي حسن نصر الله من بعلبك أثناء عدوان إسرائيل على لبنان في حرب تموز. أليس هذا بليغاً في حد ذاته؟ لكن استخبارات إسرائيل أرادت أن تثبت للعرب عبثية نضالهم ومقاومتهم، كما أنها أرادت أن توهمهم بأنها تعلم ما يدور في خلدهم وفي مخادعهم، وأن خططهم تصلها أولاً بأول وذلك للتهبيط من عزائمهم.
لكن مفاجأة حرب 1973، بالإضافة إلى اختراقات المقاومة اللبنانية والفلسطينية عبر السنوات، أثبتت بما لا يقبل الشك أن استخبارات إسرائيل ليست على هذه الدرجة العالية من التفوق ـــــ استطاع مرافق واحد لخالد مشعل في عمان أن يحبط محاولة اغتيال كان من المفترض أن تكون باهرة، مثل اختطاف المواطن حسن نصر الله في بعلبك ـــــ. كما أن أبو إياد، الذي أسس لأفعل جهاز استخبارات مضاد في العالم العربي، حقق نجاحات غير معلومة من الرأي العام العربي. الحرب النفسية الإسرائيلية أرادت أن يشعر العربي (والعربية) بأنه عاجز وأن إسرائيل وجيشها قادران على كل اختراق، وعلى اجتراح المعجزات.
وفي الفترة التي تلت النكبة، أهملت مختلف القوى السياسية دراسة إسرائيل والصهيونية. القوى الإسلامية انتظرت على عادتها نصراً مبيناً يأتيها من السماء عبر حجارة من سجّيل، كما أنها اعتمدت خطاباً يرى أصل الشر كامناً في طبيعة اليهودي كيهودي. ولم تتورع تلك القوى، ولا تتورع اليوم، عن الاستعانة بالتراث المعادي للسامية (وهو تراث غربي طبعاً وُلد وترعرع في رحم الكنيسة) للتعبير عن العداء لإسرائيل. أما القوى القومية، فكانت متيقّنة من النصر (القومي) إلى درجة لم تُعر فيها دراسة الصهيونية أهميّة تذكركان يكفي الحديث عن ضعف في الاقتصاد الإسرائيلي وعن تراجع في الهجرة اليهودية إلى «أرض الميعاد» لتأكيد حتمية زوال الكيان، والأمة مكتفة الأيدي. البعث مثلاً كان منشغلاً في تاريخه الدموي الطويل أو في الكتابة الشاعرية لميشال عفلق («القومية محبة» على ما قال لنا ـــــ يُراجع كتاب جوزف إلياس، «عفلق الأديب» ـــــ لو أن الرجل اكتفى بالأدب لاستطاع الشعبان السوري والعراقي تجنّب الاكتواء بنار التعذيب والقمع الطويل)، أو في صراعات شللية وعصبوية لا تنتهي (والبعث برع في التشرذم أكثر بكثير من براعته في الوحدة).
النظام الناصري كان هو الآخر بعيداً عن دراسة إسرائيل: ألم يقل عبد الناصر بعد هزيمة 1967 إن إسرئيل فاجأته في خطتها العسكرية، مع أن الصحافة الإسرائيلية كانت تزخر بالتحليلات في هذا الخصوص؟ وقد نشر شقيق عبد الناصر، شوقي، كتاباً عن بروتوكولات حكماء صهيون (تلك «الوثيقة» المزوّرة التي لا تزال تجد من يروّجها في عالمنا العربي، وكم يسعد الصهاينة في الغرب في الإشارة إلى هذا لتأليب الرأي العام الغربي ضد مناصرة قضية فلسطين). أما اليسار، فبعد أن ارتكب خطيئة قبول التقسيم التي لا تُغتفر (يُضاف تعاون الحزب الشيوعي العراقي مع الاحتلال الأميركي للعراق إلى سلسلة طويلة من خطايا البكداشية العربية)، فإنه اكتفى بتلقّي الأوامر من الاتحاد السوفياتي إلى أن أعاد اليسار اللبناني والفلسطيني النظر في مواقفهما في السبعينيات بصورة خاصة، وإن كان البعض في التجربتين عوّل كثيراً جداً على نصر من موسكو حتى حقبة أندروبوف التي أنجبت اتكالية قدرية بنسق شيوعي (كان ذلك قبل أن يكتشف كريم مروة حب الحياة الجمّ).
كل هذا تغيّر بعد هزيمة 1967. تكاثرت الأصوات من أجل دراسة علمية للعدو. أصبح شعار «اعرف عدوك» شائعاً، وكانت مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومركز الأبحاث الفلسطيني (الذي تعرض لسطو مسلّح من جيش الغزو الإسرائيلي في عام 1982، عندما كانت صولانج الجميل مشغولة بإعداد الأطعمة اللبنانية لأرييل شارون ـــــ لم يجد حزب الله غضاضة في الانضمام إلى نفس اللائحة الانتخابية معها في بيروت من باب إسعاد عائلة من «يحسب أن ماله أخلده» ـــــ) سباقتين في إعداد وإنتاج دراسات أكاديمية جدية ورصينة (وعلمت إسرائيل بخطورة ما يجري، فاعتمدت إرهابها المعهود بإرسال متفجرات إلى الدارسين والأكاديميين ـــــ تُراجع مذكرات أنيس صايغ القيّمة وفيها تقويم للشخصية المُضرة لياسر عرفات الذي أراده المال النفطي «قائداً» للثورة الفلسطينية إلى أن ارتأت الإدراة الأميركية عكس ذلك ـــــ). لكن كعادتنا، تطرّفنا. ذهبنا من نقيض إلى عكسه: من إهمال دراسة إسرائيل، إلى الإفراط في دراسة إسرائيل، وفي متابعة كل ما يُقال.
وخصصت الصحف العربية أقساماً بحالها للترجمة من الصحافة العبرية، بعضها يفرد صفحات يومية. ولا تكتمل الصحيفة العربية اليوم من دون قسم خاص بالصحافة العبرية. ولا تكتمل التحليلات والتنظيرات السياسية والاستراتيجية من دون الاستشهاد بزئيف شيف، قبل وفاته وبعدها، مع أن الفائدة من تلك الاستشهادات قليلة، أو ضارة غالباً. وهي تنبع أحياناً من عقدة النقص تجاه الرجل الأبيض ـــــ وفي العالم العربي مثل الغرب يُتعامل مع إسرائيل على أنها مجتمع غربي أبيض، مع أن أكثرية السكان هم من المزراحيم (يُراجع كتاب توم سيغيف «1949» عن العنصرية القاسية التي طالت المهاجرين اليهود من الدول العربية في بداية التأسيس، ولم تنتهِ هذه العنصرية كما يتبين من معاناة الفلاشا ـــــ ماذا حدث لشعار المحاسبة السوداني؟ ـــــ بالإشارة إلى ضلوع نظام جعفر النميري الذي أصيب هو الآخر بنوبة إيمان وورع مترافقة مع نوبة انصياع للمشيئة الأميركية ـــــ «الفلاشا لن تتلاشى»؟)، فيكفي أن يقولها الرجل الأبيض لتصبح حقيقة. وهكذا، تصبح عبارات اعتيادية وأفكاراً مسطحة درراً تستحق أن تُبرز في وسائل الإعلام العربية. وهذه العقدة تجعل من الإسرائيليين أكثر خبرة بالعرب من العرب أنفسهم، وهذا هو صلب الفكر الاستعماري الذي يُتشرّب من جانب الشعوب التي خضعت للاستعمار.

سجلّ غير حافل

وخبراء إسرائيل في شؤون الشرق الأوسط، أو المستشرقون، يكوّنون فريقاً لم يترك بعيد أثر في الفكر الأكاديمي الاستشراقي. وبالرغم من كل مساوئ الاستشراق، (وللاستشراق تجليات عربية واسعة التأثير، وكان رائداً فيها لويس شيخو وفريق مجلة المشرق، لكن لبنان يبقى بلد تعظيم الاستشراق والاستعمار. وكان تكريم بلدية غزير لأرنست رينان (جعله يساري سابق خليفة لفولتير أو سابقاً لفانون) إلا مثالاً ساطعاً)، فإنّ للمستشرقين أيادي بيضاء في عدد من المجالات: من ونسنك وفهرسته لألفاظ الحديث، إلى آن ماري شيمل في دراستها للصوفية، إلى ماسينيون وقضائه عمراً من البحث عن الحلاج، إلى كارل بروكلمان في تاريخه للأدب العربي (بالإضافة إلى اتّباعه للتأريخ المادي للشعوب الإسلامية)، إلى رودنسون في سيرة محمد، ووات في تاريخ بدايات الإسلام، وتنقيب جوزف شاخت في القانون الإسلامي، أو شارل بلات في دراسته للجاحظ، أو بلاشير للمتنبي، وعلماء الآثار الذين دمّروا «طبقات» الحقبة العربية الإسلامية، بالإضافة إلى التنقيب عن المخطوطات وتحريرها ونشرها.
طبعاً، من الضروري أن نقرأ النتاج الاستشراقي بعين نقديّة ثاقبة وصارمة، وأن نستفيد منه، لا لتحديد الهوى السياسي (والاستعماري في أحيان كثيرة) للمناهج المتبعة فقط، بل لتبيان ما شاب الدراسات من أخطاء فاضحة أحياناً كثيرة (يُراجع مثلاً الدراسة النقدية لعبد اللطيف طيباوي في ترجمة فرانز روزنتال لمقدمة ابن خلدون). أما الاستشراق الإسرائيلي فضعيف في تأثيره وفي إنتاجه، وهو لم يسهم بما يُعتبر. والاستشراق الإسرائيلي كان لصيقاً بدولة الاحتلال منذ إنشائها، كما أن إعانة الجهاز العسكري والاستخباري للدولة منع التخصص الأكاديمي (مثل ما هو متّبع مثلاً في الجامعات الألمانية). فترى مثلاً مناحيم ملسون، المتخصّص في اللغة العربية، يصبح مستشاراً لجيش الاحتلال في الضفة ـــــ ليسدي النصح في كيفية تطويع وتعذيب الشعب الفلسطيني، قبل أن يصبح مستشاراً في الشؤون المصرية ـــــ لأنه قرأ محفوظ ـــــ قبل أن يدير مركز الدعاية الخبيث المعروف بـ«ممري» في واشنطن، والذي يختار ويشوّه ما يشاء من صحافة العرب والمسلمين ـــــ. وتخصص موشي ماعوز في سوريا في العهد العثماني في سنوات دراسته، لكن حاجة الدولة دفعته ليصبح خبيراً في حافظ الأسد (وفي كتابه عنه يذكر أن تقي الدين الصلح كان رئيساً للجمهورية اللبنانية). والاستشراق الإسرائيلي، الذي يتمتع بموارد ومصادر لا يحلم بها الأكاديميون (والأكاديميات) العرب، باهر من بعيد، إلى أن تغوص فيه لتكتشف هناته وعثراته ـــــ لا يزال معظم المستشرقين الإسرائيليين يعتمدون على مجلة الحوادث في حواشيهم البيبلوغرافية، لظنّهم أنها ما زالت على ما كانت عليه من تأثير في أوائل السبعينيات. والمستشرق إتامار رابينوفيتش، الذي كان قريباً جداً من إسحاق رابين، خلط بين المنظمات الفلسطينية المختلفة في حديث له في الثمانينيات في واشنطن. ولما تنطح طالب عربي بين الحضور للفت نظر الجمهور إلى أخطاء الخبير الواضحة، شعر رابينوفيتش بالمهانة وزمجر. إذ كيف يجرؤ عربي على التصحيح له أمام الملأ؟ كان عليه ان يُذكّر أنه ليس في الضفة الغربية. آن الأوان للجمهور العربي لأن يتخلى عن إجلاله غير المباشر للمعرفة الإسرائيلية. فأكاديميّو إسرائيل، مثلهم مثل غيرهم (على ما قال ابن قتيبة في كتاب العرب «فمنهم الأبيض والأسود والأسمر والأحمر والأقشر... ومنهم من يميل إلى العلم ومن يميل إلى المال ومن يميل إلى اللهو...») أي إنهم مثل غيرهم، لا ينتمون إلى عنصر متفوّق جينياً.
وهناك ناحية أخلاقية تتعلّق بالمسلك الـ(لا)مهني للأكاديميين الإسرائيليين، إذ إن الكثير منهم لا يجد غضاضة في التعاون مع أجهزة القمع الإسرائيلية، حتى في ما يتعلق بالتعذيب. وكتاب يهود يآري وزئيف شيف (والأخير عزيز على قلب مهنة التعليق الصحافي في العالم العربي، مع أنه ظهر في عدوان إسرائيل على حقيقته، لا كمحلل هادئ أو كمؤلف لنصوص الحكم على ما تريدنا صفحات الترجمة عن العبرية في الصحافة العربية أن نصدق، بل كمحرّض ودعائي يدعو حكومته إلى المزيد من التدمير والقتل)، مستقى من اعترافات ناشطين فلسطينيين تحت التعذيب. كما أن مستشرقي الكيان جزء لا يتجزّأ من آلية القمع الاحتلالي. لكن العالم العربي، الذي أصدر في عام 2005 فقط أول ترجمة مهنية لكتاب هيغل «فينومولوجيا الروح»، الذي يُترجم بانتقاء غير مفيد أحياناً، يُسارع إلى ترجمة كل ما يصدر في إسرائيل، وخصوصاً إذا ما كان صادراً عن معلّقين في الصحافة. فلنخفف من غلواء حرصنا على ترصد كل كلمة تصدر عن إسرائيل، ولنقلل من ترجمة كل كلمة عبرية، ولنحرّر الصحافة العربية ـــــ بعد أن حرر السنيورة شبعا والرغيف واللواء السليب ـــــ من الهوس بكل همسة أو صيحة عبرية. ويمكن للصفحات المُحرّرة أن تمتلئ مثلاً بما هو مفيد، مثل خواطر مصطفى علوش، أو ذكريات فارس خشان عن رستم غزالة، أو أفكار محمد علي الجوزو في التقريب بين المذاهب والأديان.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا
(موقعه على الإنترنت: www.angryarab.blogspot.com)