روز زياده
لماذا نركض وراء الكواكب، ونبحث عن سبب توافقها وتخاصمها ومن ثمّ انعكاسها على الإنسان، ومسيرة حياته؟ فالإنسان اللغز هو أمامنا. لماذا لا نقرأ قسماته؟ لماذا لا نحدّد عوامل نفسيّته من عينيه مثلاً؟ وقسمات وجهه، وحركة شفتيه كلما أراد إيهامنا بأنه خيّر وصالح. لا بدّ أنّ هذه القراءة يعوزها حسّ الفراسة، وعمق التركيز. معرفة عامّة بالخواطر التي تجتاح نفس إنسانٍ دون الآخر.
إنّما هذه القراءة لا تحتاج إلى الدرس في الكتب بل رؤية الناس بضمير حيّ وذهن صافٍ، بذاكرة قوية وتحليل منطقي لتصرّفات متعدّدة، منها المتقلّبة، والثابتة. ذات العقيدة الواحدة، والمخضرمة المفاهيم.
يجب أن نتعلّم كيف نجعل مسافة بيننا وبين الآخرين، بيننا وبين من نعمل معهم، من يحبّوننا ونحبّهم، من يكرهوننا لنتمكّن من تجاهل كرههم، من ينكرون علينا مجهودنا مهما كبر وكان صادقاً لأنّ في هذا مصالحهم.
بقراءة القسمات نسبر غور النيات.