روز زياده
الرجل الشرقي، هو الابن والأخ والأب والزوج، يخذله شعور الصداقة، يضجره الإصغاء إلى صراخ الروح، إلى أنّة الوجدان. يصعب عليه تذكّر مناسبة، ولو كانت صغيرة. الرجل الشرقي يعامل المرأة على اختلاف صلتها به بفوقية، بتسخيف لحاجتها النفسيّة، بنزق لحالتها العاطفية. وإذا ما قابلته المرأة بقول الحقّ، يثور ويثور وينتفخ صدغاه، كأنها أنزلت به الشتيمة.
عجز العلم وتبوّؤ المراكز والأسفار والتعّرف إلى مجتمعات مختلفة عن تبديل حال الرجل الشرقي وإيقاظ حسّه. متسلّط هو، تعيش المرأة معه مراتٍ كثيرة كأنها تكملة لأثاث بيته، أو أداة إنجاب، وفي أحسن الحالات طبّاخة ماهرة. أما المرأة الإنسان، فلم يتعرّف بها، لم يحسّ بميولها ومفاضلاتها.
كيف تنبّه المرأة هذا الرجل إلى أن وجودها قيثارة الحياة، أوتارها تتألّف من روح وكرامة وفكر، وأحنّ وتر هو الخاص بالعاطفة؟ ليته يحاول العزف على أوتارها بروية وانتباه، بشوق واحترام.
لماذا أيّها الرجل تنقصك الندية مع المرأة؟ الحياة بالنسبة إليك هي المادّة، كل شيء ملموس. تسمع فقط ما يشوّش سمعة المرأة لتقاضيها وتغفل عن مسبّب هذا التشويش. تواضع أيّها الرجل وارفع المرأة إلى جنبك فتسمع نبضات قلبها وترى بريق عينيها وتشعر بدفء حواسها.
هذه هي الصداقة أيها الشرقي... حاول أن تكون صديقاً للمرأة لتصون روحها.