ابتسام محمد ديب حيدر
فكّ أسري، فكّ أسري، دع الدماء في عروقي تسري، قد شحب لوني، ونحل جسمي، ها هو الشيب إلى شعري يسري. فكّ أسري، أصرخ، لا مجيب، حتى أكاد أظنّ أنّ صراخي هو همسي، ذلٌّ وهوانٌُ وعذاب، كل لحظة في سجني وحبسي، فكّ أسري.
أنظر في المرآة، أهذا رسمي؟ غصن بانٍ قد كان كسمي، هل غابت شمسي، هل ولّى عصري، أين ربيع عمري، وأنا الملكة، أين تاجي، أين قصري، فكّ أسري.
الذنب ليس ذنبك، إنه ذنبي، لأنه من ليلة عرسي طأطأت لك رأسي، أين حقّي عليك، أين مهري، فكّ أسري. إلى متى؟ إلى متى؟ أظلّ لحالي أرثي، خمسة وثلاثون عاماً، وأنت تغمد السيف، وتدمي صدري... فكّ أسري.
كلّما ألهمني الله الصبر عليك، كلما زدت أنت في قهري.
كرهتك، كرهت الدنيا، كرهت نفسي، فكّ أسري. أتوسّل إلى الله، أشكو له ألمي وبؤسي، فإنه لا يخفى عليه أمري، وللنجاة من أسرك، هو جسري، فكّ أسري.
في كلّ مرة أنفض غبار الظلم والرقّ عنّي، وتعود وتحاول كسري، فكّ أسري.
كل يوم، أشعر أنه يوم نحري، ولن يطلع فجري، لا شيء في حياتي معك يغري، سأجعل من سريري نعشي، وبأرض سجني سأنكش قبري، لألاقي حتفي، إذا حاولتَ لمسي، فكّ أسري.