خالد عياد
على المواطن أن يكافح من أجل إطعام أفواه جائعة سواء كان كفاحه «طوعاً» أو «قسراً» في بعض الأحيان، وإذا كانت المواقف المهرجانية والخطابية لا تكفي في اتجاه دعم المواطن اللبناني، فلا بدّ من الإضراب.
إنّ هدف الإضراب هو الحرب على التجويع والغلاء وهو حرب على الحرب الدائرة على أرض لبنان بما نعني اقتصادياً على الأقل، من حيث التدمير والبطالة وشلّ كل القدرات الإنتاجية في البلد، وبالتالي حرب على النتائج السلبية المترتبة على مستويات المعيشة بمعناها العريض. فالإضراب هذا وإن كان «سلبياً» في الظاهر من حيث التوقّف عن العمل والإنتاج في كل القطاعات، فهو في جوهره الإيجابي تمسّك بالوطن وباقتصاده وبلقمة العيش التي تكاد تُفتقد لدى أوسع القطاعات الشعبية.
ورغم أنّنا لسنا في معرض تقويم الإضراب من نواحيه السياسية، فليس من السياسة بكثير إن قلنا إن الإضراب من حيث تنفيذه وشموليته مظهر «توحيدي» رائع على صعيد البلد ككلّ، مخترقاً بذلك الخطوط العسكرية بين المناطق، ومتجاوزاً الحدود الطائفية بل وحتى الطبقية، إن جاز التعبير، وبحيث أنّ ما فرقته السياسة وأهلها جمعه الاقتصاد وأهله، وهم كلّ الوطن.
وإذا كان معظم أهل السياسة في الداخل والخارج قد أرهبوا الشعب وأرعبوه خلال سنوات طويلة فلماذا لا نرهبهم ونرعبهم ولو لمرة واحدة بمجرد أن نتضامن ونتماسك ونتوقف عن العمل لفترة 24 ساعة فقط!
ولكي لا يبقى الإضراب موقفاً مجرّداً ومعزولاً، ولكي لا تتحول الاعتصامات الى عادة تفقد معها تأثيرها والصدمة مثل غيرها من الاعتصامات السابقة (الي ما بتقدّم ولا بتأخّر مثل المي بالطلوع)، فلا بد للاتحاد العمالي العام من أن يتّجه قدماً في حركته بخطوات ايجابية فاعلة، إن من حيث توعية العمال وإرشادهم الى السبل الآيلة الى دعم الاقتصاد الوطني ورمزه ــــــ الليرة اللبنانية ــــــ أو من حيث دفعهم الى المزيد من الإنتاجية، وذلك عبر ندوات وجولات ميدانية وغيرها.