فاطمة أمين
روحي، الله يبعتلك رئيس! هكذا هي حال الفتيات اللبنانيات. هنّ بحاجة إلى رئيس يأتي على حصانه الأبيض لينقذهنّ من مستقبل مجهول.
قليلات الحظ الفتيات اللبنانيات، فهذا الرئيس، لن ينتقيه الأب والأم والفتاة فقط، ولا حتى الجيران، بل يجب أن يوافق عليه الإنس والجنّ، النقابات واللجان، الشاعر والفنان، بوش وإيران واليابان... بالأحرى جميع الأوطان!
ليست كثرة متطلبات الرئاسة ما يؤخّر جلوس سعيد الحظ على الكرسي، بل كثرة المتطلبين.
منذ سرد قصة الفراغ الرئاسي علينا، غفونا واستفقنا على حالنا. دوام العمل نفسه، زحمة السير نفسها، الأصدقاء ذاتهم، الأغاني ذاتها... لم يتغير شيء.
ربما ما تغيّر هو زيادة عدد النكات والمرشّحين للرئاسة. فكان أكثرهم شعبية على الـ«فايس بوك» مثلاً زياد الرحباني، نعيم حلاوي ،الألمازا والـGauloises Blondes.
إن كُتب لنا الخوف، فليكن الخوف من فراغ الجيوب، لا الفراغ الرئاسي أو العاطفي.
فلنتأمّل أولاً حال جيوبنا التي أصبحت كحقل اجتاحه الجراد. برئيس أو بدونه، الناس هم الناس، يترقّبون من خلف شاشات سوداء مسلسلاً تلفزيونياً اسمه الأخبار، غير آبهين بذاك اللص الذي يسرق طحين رغيف خبزهم اليومي.
برئيس أو بدونه، الناس هم الناس، تنازلوا عن حقوقهم مقابل البقاء! برئيس أو بدونه، الناس هم الناس، ينتظرون
قرارات المعلّمين الكبار، غير شاكين من الارتفاع العشوائي للأسعار.
ما عدت آبهةً لهذا الكرسي، الذي جذب انتباه الجميع. بتُّ مهتمة بمن سيأتي من الفراغ ليملأ جيوب الفقراء كما مُلئت عقولهم من قبل طبقة ملوثّة، حكمت وتحكم وستحكم، دون إذن المحكومين. بتُّ مهتمة بمن سيأتي من الفراغ، ويجلب التغيير معه.
بتُّ مهتمة بمن سيأتي من الفراغ، ليملأ العيون التي أصادفها يومياً بلا أمل. على أمل أن يأتي، ننتظره بفارغ الصبر. رئيس يا رئيس وينك يا رئيس... حمّلتني أشيا كتيرة، حجار وغبرة وصناديق.. غيّرتلي اسمي الماضي
عملتلي اسمي تعيس!