ياسين تملالي *
موقع بلعيد عبد السلام: www.belaidabdesselam.com
لو سمّى رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق بلعيد عبد السلام موقعَه الإلكتروني «دفاعاً عن النفس» لكان ذلك أصدق وصف له، فكل محتويات الموقع دفاعٌ مستميتٌ عن سياسة «اقتصاد الحرب» التي حاول انتهاجها إثر توليه رئاسة الوزراء في تموز 1992، أي بعد شهور قليلة من حظر جبهة الإنقاذ الإسلامية واندلاع الصراع المسلّح بين الجيش والجماعات الإسلامية المسلّحة.
وقد جاء إنشاء الموقع، كما يقول صاحبه ـــــ وهو أحد رموز النظام البومديني في السبعينات ـــــ ردّاً على تصريح الجنرال محمد التواتي للصحافة بأنّ «فشل بلعيد عبد السلام كان السبب الوحيد في إقالته في 1993». وتجدر الإشارة إلى أنّ محمد التواتي هو أحد مهندسي حظر جبهة الإنقاذ الإسلامية في شباط 1992 وأحدُ المقرّبين من الجنرال خالد نزار، ممثّل الجيش في «مجلس الدولة الأعلى»، وهو قيادة البلاد المؤقّتة آنذاك. ويعد كلا الرجلين من أقطاب «التيار الاستئصالي» الداعي إلى اجتثاث الحركة الإسلامية من أصولها.
وقد ردّ بلعيد عبد السلام على الجنرال محمد التواتي في كتاب من أكثر من 300 صفحة، تتبعه مجموعة من الملاحق هي في معظمها شذرات من برنامج حكومته ومقاطع من حوارات صحافية أجريت له. ويَفتتحُ الكتابَ راوياً للقراء ـــــ بالتفصيل المملّ أحياناً ـــــ الظروف التي طُلب منه فيها تقلّد رئاسة الوزراء في صيف 1992، مذكراً بأنّ مجلس الدولة الأعلى ـــــ السلطة المؤقّتة في البلاد عقب إجبار الرئيس بن جديد على الاستقالة ـــــ أبدى موافقته على «اقتصاد الحرب» الذي يتلخص في التقشف في استعمال موارد الدولة المالية من جهة وإسناد «مكافحة الإرهاب» إلى محاربة الفوارق الاجتماعية وكبح جماح الليبرالية، من جهة أخرى.
ويروي بلعيد عبد السلام «من داخل السرايا» الطريقةَ التي كانت تسََيّر بها مؤسّسات الدولة الانتقالية في 1992 والارتجالَ الكبير الذي ميّزها. ولا يتردّد في اتهام محمد التواتي بأنّه كان الناطق الرسمي في أوساط النظام باسم القوى المناوئة له وأنه حاول عرقلة عمله والإيقاع بينه وبين مجلس الدولة الأعلى. ويؤكّد في هذا السياق أن إنهاء مهمات حكومته كان رضوخاً لضغوط بعض كبار المتعاملين الاقتصاديين الخواص. ويصف معارضة هؤلاء بأنها كانت «معارضة مصالح» لا غير، فهم، حسب رأيه، لم يستسيغوا بسطه رقابة الدولة على «استعمال العملة الصعبة» وإعطاء الأفضلية في استعمالها «للواردات المجدية» في فترة كانت البلاد فيها على حافة إعلان عجزها عن تسديد الديون الخارجية، كما لم يغفروا له رفضه الإذعان لأوامر صندوق النقد الدولي «بإصلاح الاقتصاد» عن طريق الخصخصة ولا عدمَ موافقته على إعادة جدولة المديونية الخارجية.
ويفسّر بلعيد عبد السلام تفاقم خطر الإسلام الراديكالي في التسعينيات بسياسة الليبرالية الاقتصادية التي بدأ تطبيقَها الرئيس الشاذلي بن جديد في بداية الثمانينيات. لذا هدَفَ «اقتصاد الحرب» أساساً، حسب قوله، إلى محاربة الفقر لتنضيب مَعين «الاستغلال السياسي للدين» الذي مكّن جبهة الإنقاذ الإسلامية من توسيع قواعدها و«تهديد دعائم الدولة الجزائرية».
وقد أبدى رئيس الحكومة الأسبق الكثير من الحذر في الحديث عن المؤسّسة العسكرية وعن دورها في تلك الفترة الانتقالية، مؤكّداً أن الجنرال محمد التواتي لا يمثلها أحسن تمثيل فهو، كما يقول، من قدامى ضباط الجيش الفرنسي الذين لم يلتحقوا بالجيش إلا بعد انتهاء حرب التحرير، عكس الجنرال خالد نزار الذي فر من جيش الاحتلال والتحق بصفوف الثورة بعد 3 سنوات من اندلاعها. ولم ينفعه هذا الحذر في اتقاء ردّة فعل خالد نزار الذي دافع في مقال طويل نشرته «الوطن» عن «وطنية» محمد التواتي متهماً بالعيد عبد السلام بمحاولة إلصاق فشله بالمؤسّسة العسكرية.
موقع الأدب المغاربي: www.limag.refer.org
الموقعُ قاعدة معلومات ثرية عن أدب المغرب وتونس والجزائر المكتوب بالفرنسية وبالعربية. ونذكر من بين محتوياته مقالات عن أحدث المنشورات الأدبية وفهارسَ مبوّبةً بأسماء الكُتاب وعناوين الكتب المذكورة فيه والنصوصَ الكاملة لعشرات الدراسات الأكاديمية، خصوصاً منها أطروحات نُوقِشَت في شتّى الجامعات المغاربية والعربية والأوروبيّة.
ويتوفّر الموقع، بالإضافة إلى كل هذا، على المجموعة الكاملة لأعداد «دراسات مغاربية» وهي مجلة (بالفرنسية) تهتم بشؤون الأدب المغاربي وينشّطها جامعيون بارزون من تونس والجزائر والمغرب، وعلى مجموع أعداد «الأدب المغاربي والأدب المقارن» وهي همزة وصل بين الباحثين في هذا المجال في عدة بلدان عربية وأوروبية. كما يتوفّر على محرّك بحث وعلى منتدى مفتوح يتبادل فيه دارسو الأدب المغاربي المعلومات والنصائح في ما يخص عملهم الجامعي. للأسف لا نجد في هذا الموقع أي محتوى باللغة العربية، باستثناء صفحة أولى هي أساساً تقديم سريع لمختلف أركانه.
* صحافي جزائري