حاوره نقولا ناصيف
•عبد الناصر وحده اقترح شهاب رئيساً وأرسل الاسم إلى واشنطن

بعد حلقة أولى البارحة عن اجتماع الخيمة بين الرئيسين فؤاد شهاب وجمال عبد الناصر، يتحدّث سامي شرف لـ«الأخبار» عن اتفاق عبد الناصر ـ مورفي على انتخاب شهاب رئيساً عام 1958، ويقول إن الزعيم المصري كان وحده صاحب الخيار. ويتحدّث أيضاً عن دور عبد الحميد السرّاج في العهد الشهابي. وهنا الحلقة الثانية

• ألم تكلف مهمات سياسية أخرى في لبنان سوى تهريب عبد الحميد السراج؟
ـــــــ كان تهريب السراج العملية الأمنية الأهم ونجحت بفضل تعاوننا مع المكتب الثاني اللبناني، لكنني زرت لبنان عشرات المرات لنقل رسالة سياسية ما إلى أيّ من الزعماء والقادة اللبنانيين، كنت أذهب لمعالجة احتكاكات بينهم وبين الرئيس اللبناني أو لتذليل خلافات وتخفيف وطأة التصعيد ودعوتهم إلى التعاون مع الرئيس شهاب.

• كنت تستدعيهم إلى القاهرة أيضاً؟
ـــــــ كانوا يأتون من تلقائهم.

• كنت ممسكاً بالملف اللبناني في عهد الرئيس شهاب؟
ـــــــ نعم، في مكتب رئيس الجمهورية، بدورها الخارجية المصرية كانت تُعنى بالملف اللبناني لكن على المستوى الدبلوماسي والبروتوكولي فقط. كان عبد الحميد غالب على اتصال مباشر بي دائماً، كان لي مكتب في السفارة في بيروت، في الطبقة السابعة، وعندما كانت تضاء الطبقة السابعة كان يُعرف بأنني في بيروت، ذهبت إلى هناك في مهمات كثيرة، وكنت أزور الرئيس شهاب في كل مرة أزور فيها بيروت. كان يسميني «الهمشري».

• لماذا؟
ـــــــ لا أعرف، عندما أصل إلى بيروت كان عبد الحميد غالب يتصل بالقصر الجمهوري، بأحمد الحاج ويبلغ إليه أن الهمشري وصل ويريد مقابلة الرئيس شهاب، فيحدد لي موعداً في اليوم نفسه.

• هل تتذكر رسالة مهمة نقلتها من الرئيس عبد الناصر إلى الرئيس شهاب؟
ـــــــ الرسالة الأهم كان تهريب عبد الحميد السراج، كانت العلاقة بين الرئيسين حلوة وودية ومخلصة، فيما بعد لم تعد العلاقة كذلك، مثلاً مع سليمان فرنجية بعد انتخابه رئيساً كانت العلاقة سيئة عندما كنت لا أزال مدير مكتب رئيس الجمهورية أنور السادات، حصلت معه عام 1971 خناقة حادة وتعارض في المواقف، لم تكن كذلك العلاقة مع الرئيس شهاب. لم تحصل خناقات وخلافات وتناقض في الموقف.

• كان الموقف جيداً بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة في الفترة الواقعة بين عامي 1958 و1961 عندما وقع الانفصال، بعد ذلك تردّت العلاقة بين مصر وسوريا وأصبح لبنان ساحة صراع بينهما على أرضه. ماذا تغيّر هنا في موقف الرئيس عبد الناصر من لبنان؟
ـــــــ لا شيء أبداً، ظل يقول لنا بالمحافظة على لبنان. في بعض الأحيان حاول الانفصاليون أن يستغلوا سعة صدر اللبنانيين والحكومة اللبنانية في استيعاب المصريين والسوريين الوافدين إلى لبنان لافتعال مشاكل، فقال لنا عبد الناصر إياكم المساس بلبنان. وإياكم عند عبد الناصر هي: تنبيه وتحذير وتهديد، أي ليس هناك مجال للتسامح والرحمة في هذا الأمر.

• الذي سمّى فؤاد شهاب هو عبد الناصر أم روبرت مورفي وعبد الناصر؟
ـــــــ لا، الريّس فقط، كانت صورة الوضع في لبنان أمامه واضحة تماماً، الموقف يحتاج إلى حسم وإلى رجل، والحسم والرجل بالنسبة إليه كانا ينطبقان على فؤاد شهاب وسمّاه، استدعى السفير الأميركي في القاهرة ريموند هير في النصف الثاني من شهر مايو (أيار) 1958 وأبلغ إليه أن فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني هو الذي يصلح لإنقاذ لبنان من مشكلاته الداخلية، وقد أملى عليّ الرئيس عبد الناصر بعد مقابلته السفير الأميركي محضر الاجتماع وتأكيد أن شهاب هو الحل في لبنان، ونقل السفير الأميركي الطلب إلى الرئيس أيزنهاور، ثم أتى لاحقاً روبرت مورفي إلى المنطقة. في أي حال لم يكن شهاب يحتاج إلى تسويق لدى أحد. الكل كان يعرفه، ولم يكن ثمة مآخذ على دوره في لبنان وخصوصاً في أحداث 1958. حصل في ما بعد اجتماع واحد مع عبد الناصر ولم يتطلب الأمر أن يجتمعا مرة أخرى. سارت العلاقة بيننا على نحو متكامل.

• من الاجتماع الأول والأخير؟
ـــــــ مرة واحدة فقط.

• هل تقبّلت أميركا بسهولة تسمية شهاب رئيساً للجمهورية؟
ـــــــ لم يكن في استطاعتها الاعتراض عليه، ولم يبد السفير الأميركي في أثناء مقابلته عبد الناصر أي ملاحظة، بل نقل كلام الريّس إلى إدارته كاملاً، ومرد ذلك إلى أمرين: الأول يتعلق بمواصفات شهاب كقائد للجيش بعيد النظر وكزعيم أوجد دوره التفافاً سياسياً حوله، والثاني موقفه من العلاقة المطلوبة بين لبنان ومصر على نقيض وجهة نظر كميل شمعون من هذه العلاقة.

• لم يعترض الأميركيون على اختيار شهاب؟
ـــــــ لا، لم يعترضوا.

• وعندما أتى روبرت مورفي إلى المنطقة؟
ـــــــ كان شهاب قد اختير للمنصب قبل وصول مورفي في تموز 1958. لم يكن اختيار شهاب قراراً مشتركاً من عبد الناصر ومورفي، بل إن الريّس هو الذي طرح الاسم كحلّ منقذ للبنان على واشنطن، وهو الذي سعى إلى انتخابه. السفير الأميركي هير نقل الطلب فأيّد الأميركيون هذا الطرح، ينبغي عدم النيل من احترام فؤاد شهاب وتقديره. لم يكن الرجل موضع مساومة، أي لم يكن المطروح حينذاك أن نأتي به أو بأي مرشح آخر. كان الاسم الوحيد المطروح للرئاسة ولم يكن هناك أي إسم آخر يضاهيه أو ينافسه على الرئاسة، على الأقل بالنسبة إلى عبد الناصر. طبعاً استمزج رأي القيادات اللبنانية في الاسم وكان الجميع متفقاً على هذا الاسم. قد يسأل البعض لماذا ركز جمال عبد الناصر على فؤاد شهاب، الجواب هو لأسباب خارجية وداخلية وشخصية تخص عبد الناصر وشهاب بالذات، لم يكن الخيار مزاجياً أبداً، كان شهاب بالنسبة إلى عبد الناصر وجهاً مقبولاً لدى العرب ومحترماً من موقعه وطريقة تصرفه في الداخل اللبناني وذا سمعة طيبة ونظيفة، كان عروبياً وليس خواجة أي غربي النزعة كشمعون، وذا جذور تصل إلى قريش، أي أنه غير طائفي لأن نصف الشهابيين مسيحيون والنصف الآخر مسلمون، وهو أمير عرف وجرّب الاختلاط المسيحي ـــــ الإسلامي. كل ذلك كان يعرفه الرئيس عبد الناصر، ويعرف إصرار شهاب على استقلال لبنان والوحدة الوطنية. وأتذكر هنا أن الرئيس شهاب، في إحدى الرسائل المتبادلة بينه وبين الريّس والتي تولى نقلها عبد الحميد غالب، تمنى لو أن حميد فرنجية كان في صحة تمكنه من تولي رئاسة الجمهورية من بعده، لكنه اختار عام 1964 شارل حلو، وعام 1970 سمى الياس سركيس في رسالة حملها إليه سامي الخطيب.

• هل استمزج شهاب عبد الناصر في انتخاب شارل حلو رئيساً؟
ـــــــ نعم ووافق الريّس فوراً لأنه يثق بخيارات فؤاد شهاب، مع أن عبد الناصر كان يتمنى لو وافق شهاب على تجديد ولايته، وأنا حملت إليه أكثر من رسالة في هذا الخصوص من عبد الناصر وقابلت شهاب وأكدت له رغبة الريّس في التجديد، كان عبد الناصر يرى في التجديد ضماناً للاستقرار في لبنان وللخط الوطني العام السليم الذي لا تلاعب فيه.

• هل كان عبد الناصر يخشى من دور سعودي في لبنان؟
ـــــــ طبعاً، كان للمملكة العربية السعودية دور في اليمن، وكان من الممكن أن يكون لها دور أكبر في لبنان، وكانت تريد أن تلعب دوراً في سوريا.

• هل صحيح ما نسب إلى الرئيس عبد الناصر قوله لسامي الخطيب عام 1970 عندما ذهب إليه لإقناعه بدعم الياس سركيس للرئاسة، فقال عبد الناصر «ما اعرفوش»، وانه يؤيد ترشح شهاب للرئاسة مجدداً؟
ـــــــ صحيح، قال ذلك، لكنه زكّى الياس سركيس.

• إلا أنه لم يدعمه لدى حلفاء مصر، فخسر سركيس؟
ـــــــ كانت الموافقة معنوية، كان بيننا وبين الرئيس شهاب تقويم مشترك للعناصر الوطنية اللبنانية، وأيضاً للعناصر غير الوطنية اللبنانية.

• كميل شمعون وبيار الجميل مثلاً، والثاني تعرض من عبد الناصر لحملات قاسية؟
ـــــــ كان عميلاً إسرائيلياً.

• كيف ثبت لكم ذلك؟
ـــــــ الاتصالات التي كان يجريها بإسرائيل. وإليك مثلاً، كنت يوماً في زيارة بيروت، فدعاني معروف سعد إلى غداء في صيدا، وافقت وانتقلنا معاً في سيارته حتى إذا ما وصلنا إلى بلدة شمعون، السعديات، وضع يده على رأسه وانحنى بسرعة في أرض السيارة وأنا إلى جانبه، فاستغربت، وإذ به يدعوني لأن أفعل مثله وقال: انتبه ليطخّوك (يطلقون النار عليك) من هناك، وأشار إلى منزل شمعون على الطريق البحرية. وقال أيضاً إنهم (أنصار شمعون) يعرفون أنك هنا. لم تكن زياراتي أساساً سرية لبيروت، جماعة شمعون والجميل يعرفون ذلك، كان تقويم الريّس لهما سياسياً وعروبياً ولم يكن دينياً على الإطلاق.

• هل أوعزتم بقتل كامل مروة؟
ـــــــ غير صحيح، لم تكن لنا علاقة بالأمر، عدنان سلطاني قاتل كامل مروة حوكم وسُجن، وإبراهيم قليلات بُرّئ. لم نكن معنيين بذلك بل كان الاغتيال مسألة لبنانية داخلية. أكثر من ذلك سأروي الآتي، ذات يوم دخل صلاح نصر مدير المخابرات على الرئيس عبد الناصر في حضوري، وقال له: نريد يا ريّس موافقتك على عمليات أمنية بينها اغتيال فلان وعلتان...
حدّق فيه عبد الناصر ووقف وقال بحدّة: اطلع برا، نحن لسنا جماعة اغتيالات، ألم نتخذ قراراً يوم 22 يوليو، من قبل الثورة، بعد قضية حسين سري عامر أحد الضباط في العهد الملكي المقرّب من الملك فاروق والذي تعرض لمحاولة اغتيال (في 8 كانون الثاني 1952) بأنه لا وجود للاغتيالات في حركتنا؟ أليس هناك قرار من مجلس الثورة؟ هل قتلنا أحداً حتى الآن؟ ليس في سياستنا اغتيالات ولا هي قائمة.

• قيل إن المعادلة التي اتفق عليها في اجتماع الخيمة أن شهاب يقدم ضمانات عن السياسة الخارجية للبنان فلا تكون منحازة وتدعم الموقف المصري ولا تدخل في أحلاف إقليمية ودولية، في مقابل ضمانات عبد الناصر بألا يتدخل في الشؤون اللبنانية كما كان يحدث أيام شمعون؟
ـــــــ صحيح، واحترمها الرجلان وطبّقاها كاتفاق وليس كصفقة، بل توافق بين رؤى رئيسين مستقلين، ليس فيهما تابع، في العهد السابق كان شمعون تابعاً ويتلقى الأوامر من واشنطن ولندن، كانت الثقة كاملة بين جمال عبد الناصر وفؤاد شهاب، وكان هناك إعجاب متبادل في تصرف كل منهما،. لم يقع بينهما التناقض، كانا على موجة واحدة ففتحا صفحة جديدة في علاقات لبنان بالجمهورية العربية المتحدة ثم بمصر.

• بعد انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة بدأ لبنان يعاني من نظام الانفصال، لكن العلاقة استمرت مع مصر. كان أنطوان سعد وغابي لحود وسامي الخطيب يزوّدونكم بمعلومات عن النشاط السوري في لبنان أو بما يجري في سوريا من خلال عملاء الشعبة الثانية اللبنانية؟
ـــــــ نعم، كان هناك تبادل معلومات.

• هل كان هذا التبادل في اتجاه واحد؟
ـــــــ لا، أبداً. كان تبادلاً، أنا كنت أعطيهم معلومات عن أي نشاط معادٍ أو إسرائيلي أو تحركات متطرفة سياسية أو دينية. كنا نعطيهم بلا تردد وبلا إنقاص ولا تزوير، وسامي الخطيب وغابي لحود لا يزالان شاهدين على ذلك.

• ماذا كانت أهمية عبد الحميد غالب من لبنان؟
ـــــــ كان سفيراً ناجحاً وأرسى علاقات عامة مع الجميع ويحظى بثقة كاملة من الرئيس عبد الناصر، وأمضى سنوات طويلة، وكان تعويضه صعباً.

• خلفه إبراهيم صبري، ولم يكن ناجحاً مثله؟
ـــــــ لا يمكن مقارنته بعبد الحميد غالب لئلّا نظلمه، كان إبراهيم صبري محسوباً علينا، على رئاسة الجمهورية، لم يكن دبلوماسياً تقليدياً، بل كان يعمل على مستوى رئاسة الجمهورية ونحن الذين اخترناه لهذا المنصب. كان عبد الحميد غالب يتصل بي باستمرار وعلاقته السياسية والأمنية مباشرة معي، كانت هناك شيفرة خاصة بيني وبينه على الهاتف للحؤول دون مراقبتها، وأحيانا عبر رسائل مكتوبة، لا تمر بالضرورة بالخارجية المصرية، طاقم السفارة في بيروت كان مؤلفاً من السفير ومعاونيه الدبلوماسيين، ورجال المخابرات العامة بقيادة محمد نسيم ومعاونيه، وفريق مواجهة تهريب المخدرات الذي كان يتعاون مع الأمن العام اللبناني، ومسؤولي الإعلام برئاسة أنور الجمل.

• هل كان الرئيس عبد الناصر يعتقد بأن عبد الحميد السراج كان يخطئ في تصرفه مع لبنان إبان الجمهورية العربية المتحدة؟
ـــــــ ليس في كل شيء، في بعض الأحيان لم تكن أخطاء عبد الحميد السراج بل أخطاء معاونيه، وبينهم من كان لا يعرف كيف يمكن معالجة قضية ما.

• هل اجتهد عبد الحميد السراج في علاقته بلبنان؟
ـــــــ كان مدركاً تماماً سياسة عبد الناصر حيال لبنان، وكان يعمل على تطبيقها، ولكنه لم يكن هو من يباشر العمل بنفسه. لكن مشكلته كانت في رعونته، كان رجلاً دوغري، ونحن في مصر نقول «امش دوغري يحتار عدوك فيك».
أنا لا أدافع عنه مع أنه هاجمني في الإعلام قائلاً إنني لم أهرّبه من سوريا، بل هرّب نفسه بنفسه. كبس على زر في دمشق فوجد نفسه في القاهرة إلى جانب عبد الناصر (بتهكم). قال إن سامي شرف كاذب ولم يهرّبه من السجن، هكذا قال ويا للأسف الشديد معليش... الله يسامحه، مع ذلك لا أزال أحبه ولن أغلط معه كما فعل هو وسأظلّ أعتبره صديقاً.

• لكنه كان يتصرف كسوري مع لبنان أكثر منه كمسؤول في الجمهورية العربية المتحدة وكناصري؟
ـــــــ صحيح، هذه هي طريقة الإخوان السوريين في التصرف، وجميعهم يفعلون الأمر نفسه، ولا أعرف لماذا؟

• ألم يكن في الإمكان تقييد تصرفه هذا، كأن ينبّهه الرئيس عبد الناصر إلى الأمر؟
ـــــــ كان ينبّهه مرة ومرتين وثلاثاً، لكن كانت هذه طبيعته. كان مقتنعاً بصواب تصرفه وموقفه من لبنان رغم كل تحذيراتنا وتنبيهاتنا، يصغي إلينا مرة عندما نشرح له أن هذه هي سياسة الدولة وجمهورية الوحدة، يُظهر وكأنه اقتنع ثم يفاجئنا بعودته إلى أسلوبه. نبهه الريّس مراراً، ولكن عبثاً. كان مقتنعاً بسلوكه. كان من أسباب الانفصال مسؤولية السوريين عن ذلك قبل حصوله، عن العلاقة بالأردن والسعودية والأموال والتآمر والأميركيين. كانت هناك عناصر عدة للانفصال، لكن أحد الأسباب أيضاً هو السلوك السوري. لم يكن في إمكاننا أن نضع وراء كل ضابط سوري ضابطاً مصرياً، حتماً لا.

• ألم يكن في وسع عبد الناصر العثور على سوري آخر وفيّ له كعبد الحميد السراج؟
ــــ كان ذلك صعباً في تلك الفترة، وخصوصاً في تلك الشرائح السورية المتناقضة والمتصارعة بعضها مع بعض. لم يكن من السهل العثور على أمثاله وجاسم علوان وجادو عز الدين وأكرم الديري. طبعاً هناك آخرون أيضاً، لكن لم يتعدّ عددهم العشرة.

• هل ذهب زعماء لبنانيون إلى عبد الناصر وطالبوه بضم لبنان إلى الجمهورية العربية المتحدة؟
ــــــــ حصل. كثيرون. كان هناك رشيد كرامي وكمال جنبلاط ونسيم مجدلاني، وأتذكر أيضاً رينيه معوض، لكن رده كان لا، لبنان هو لبنان. ولو انضم إلى الوحدة مع مصر وسوريا فإنه لن يعود لبنان كما هو، كان يقول لنا ذلك. بل قال لي مرة على الطريقة المصرية: «لبنان حلاوتها كده». وظل يقول حتى يوم 28 سبتمبر (أيلول)، 1970 تاريخ وفاته لبنان هو لبنان بتركيبته الطائفية وتاريخه وجغرافيته وشعبه وأيضاً بخلافات أبنائه واتفاقاتهم، ليس هناك سوى هذا اللبناني فلا يمسّه أحد أو يتعرض له.