ناجي أمهز
عبد الناصر قم من تحت الثرى
واصرخ في وجه العربانِ كفاكم اليوم نساءً وسكراً
فقد أصبحت دماؤكم على الشطآنِ
لم يبقَ في فلسطين حجر إلا وصاح
أين إخواني نمتم وقلتم ننتظر فجراً سمّيتموه جنّة العدنِ
جاءت مجازر شاتيلا وصبرا وأنتم تنتظرون نصر الرحمانِ
فوقع الشهيد محمد الدرة وبدأتم ترتضون زمن الخذلانِ
لقد سلبت من أرواحكم الثورة
وشهامة العرب والعز والعنفوانِ
صرخة غزّة قتلتنا نحراً
وأسكنتم الاستكبار بالأوطانِ
وأنتم تلقون أغاني وشعراً
ولا تميّزون بين القاصي والداني
فأقلامكم جفّ فيها الحبر
ونضبت إلا لكتابة الأغاني
ورجالكم يهيمون نثراً
بالخصر والنّهد والشفتانِ
ومالكم الذي مثل النهر
لا يستعمل إلا لمكافأة الجاني
وتتهرّبون من كل نصر
كأنه حرّم عليكم بالقدرانِ
لقد زدتم بالمسيح ومحمد كفراً
وآمـنـتم بخطوات الشيطانِ
وما بقي لكم إلا معبر
لتقتلوا الفكر في الإنسانِ
لتسجّلوا بذلك القتل فخراً
ويصفّق لكم كل شاروني
لأنكم لستم سوى صور
سحبت مــن مطابع الأمريكاني
وأصواتكم لا تساوي إلا صفراً
ساقطاً في أزمنة الشجعانِ
ويلكم أعلامكم شفقها أحمر
ويوم الزحف تختبئون خلف الدخان
وتزدادون زندقة وغدراً
بفلسطين وشعبها الفاني
وتقولون قمّة عربية كبرى
لا تسجّلون فيها إلا الأماني
لأنكم تتسابقون فجراً
إلى جلّادكم صاحب الأكفانِ
الذي يقود جيشاً يزأر
ليقتل أهل غزة بالأحضانِ
بل تنصاعون له ضراً
لأنه كافر بكل الأديانِ
يا عرب أعطام الله الكوثر
والمقام الذي هو باني
منه المسيح للكون انبرى
مسح الكفر ووضع الإيمانِ
استقبله محمد كذا شهراً
وذكره الخالق في القرآن
حرام عليكم أن لا تتطهر
القدس من العدو السرطاني
ماذا يـفعل جمع العسكر
هل يجلب النصر بالإحسانِ
أخاف عليكم الآن مكسرا
بـعد أن أصبحتم كالخرفانِ
أن يطردكم عدو مثل النسر
فتصبحون بلا مأوى كالفئران
فتعودون أدراجكم مرة أخرى لتبحثوا في دفاتر النسيانِ
عن وطن كان أخضرا
أذبلته دموع شمس حزيرانِ
فلا زرع ولا قمح أصفر
ولا أطفال في ربيع الأقحوانِ
بل مجرد أرقام في دفتر
كتبته وصنعته حقوق الحيوانِ
لا يجوز أن تبقوا أسرى
ومنكم صلاح الأول ومعتصم الثاني
يا عرب أين شريعة الله أكبر
هــل استبدلتموها بقرار لا إنساني
ليعود إلينا مجد مجرم استكبرا
على دماء قدمه الأطـفال والشبانِ
لصق الإرهاب فينا افترا
سكتنا وتوسّلنا ربيب الجاني
اتقوا الله الذي حرّم التبخترا
كـي لا نعـود إلـى عـبادة الأوثـاني
فنصبح مثل قوم سورة البقرة
ونـتـخـلـف عـن ســورة آل عـمرانِ
زادكــم ربـي ظـلما وقهراً
إن بـقـيتم بعد اليوم تختلفانِ
فلم يبقَ إلا مستـعـمر
بـعد الضياع عليه تـخـتـصـمان
اصحوا قد خجلت منكم الخمرة
وهـجرتكم النـساء وتطاول عليكم الغلمان