إيلي أبو جودة
اتّفق عون والجميل على ترتيب الأمور لقطع الطريق على مجيء ميشال سليمان أو سمير جعجع رئيساً للجمهورية فأصبحنا بين خطّين متناقضين وبين نقيضين متنافسين وشبه اتفاقين سلبيّين ينتج عنهما جوّان متشنّجان.
اجتماع عون والجميل أسفر عن اتفاق لتوقيت مراحل الفترة الزمنية قبيل انتخاب الرئيس بحيث يأخذ كلّ حقّه نتيجة عدم التوافق فيبقى الخصام على مستوى راقٍ ويخدم مصالح الطرفين، فكان تقاسم الوقت هو الحلّ وقد حُدِّدَت الفترة ما قبل تاريخ 12/11/2007، أي موعد الجلسة المرتقبة لانتخاب رئيس، لمصلحة عون وما بعدها لمصلحة الجميل، وبالتزام ما اتُّفق عليه يكون كل منهما قد أزاح هاجسه. المطلوب من عون أن يمنع تعديل الدستور وهو يقدر على ذلك من خلال عدم توفير النصاب لدالته على فريق المعارضة، قاطعاً الطريق على العماد سليمان وضارباً مشروع ميشال المرّ لمصلحة أمين الجميل إذا ما تعذّر التوافق عليه شخصياً. ومنعاً للنصف زائداً واحداً وانتخاب جعجع، على الجنرال عون توفير النصاب لانتخاب الجميّل، وكما على الشيخ أمين أن يقنع حلفاءه باعتبار عون مرشّحاً توافقياً إذا كان هناك من توافق.
هل سيقبل المتضرّرون من الوفاق باتفاق كهذا بعدما كان لهم مواقف تعبّر وبكلّ وضوح عن رفضهم لقاء الأقطاب في بكركي وهم من أشبعوها مديحاً كاذباً ونفاقاً ما بعده نفاق حتى باتت صدقية هذا الصرح لا تتحمّل السكوت وعلى البطريرك ولو لمرة أن «يبقّ» البحصة تفادياً للأسوأ وحفاظاً على المقام الذي يمثّله ومنعاً للتمادي في ارتكاب الجرائم واستغلالها لمكاسب سياسية ربما سيكون آخر فصولها انتخاب النصف زائداً واحداً في العشرة أيام الأخيرة.