عمر بيروتي
لم تعد الأيام تعرف شرف التضحيات في عصر الانحطاط والإكسسوارات في السياسة اللبنانية. أسئلة لا تُحصَى والأجوبة لم تعد مهمّة، فالحقيقة هي ببساطة وجهة نظر في عيون الحائر والسائل. مَن قتل الرئيس والرئيس والرئيس؟ من خطّط لحرب البارد وأين هو بطل المسلسل الإجرامي في الدراما اللبنانية: شاكر العبسي ومعاونوه؟ من قتل مفتي الجمهورية؟ من أشعل نار الغابات ونار الحروب الإنتهازية التي يُقال إنّ شعارها كان الطائفية والمذهبية؟ من سيحاسب ومن سيحاكم ومن سيعوّض اللبنانيّين عن كل هذا الانتظار لبناء وطن سيد ومستقل، أم جميع هذه الشعارات موسمية وتسويقية؟
الشعب اللبناني في سُبات عميق وغيبوبة الفقر والضمير الغائب، وهذا مما لا يبشّر بالخير. إن عاش لبنان بلا وطنية فهذه مصيبة، أما إذا ماتت في لبنان عقيدة شرف التضحية فلن ينفع الندم، وحتى شعار: «عفا الله عمّا مضى» لن ينقذ الوطن من مصير أسوأ. لا مستقبل بلا وطن ولا وطن بلا وطنية تصون أرضه وتحمي شعبه. الحياة لم تعد تحتمل الظلم ولا حتى التغاضي أو المناورة في سياسة تفرّق بين طبقات المجتمع. ما أهمية أن يكون للبنان دولة ورئيس للجمهورية ورئيس وزراء ونواب... قد كفر الشعب بسبب ويلات حروب السلطة المتسلّطة، فلماذ يكترث المواطن لمن يأتي رئيساً أو يموت شهيداً طالما الحقيقة أنّ الدولة ترزح تحت وطأة الديون الميسرة وغير الميسرة. ليس هناك ضمان اجتماعي أو ضمان للشيخوخة، وغلاء المعيشة في ارتفاع مستمر. مِن أين سيأتي الحل؟ من «العم سام» أم من ويلات سياسته المنحازة لدولة إسرائيل التي لا تزال معادية للبنان؟ ما هو موقف الدول العربية من النزاع في الشرق الأوسط؟ لا نريد مالاً بعد كل حرب مدمرة، بل موقفاً موحّداً يجنّب لبنان الحروب التي أصبحت اعتياديّة.