جاءنا من الدكتور كمال خلف الطويل التعقيب الآتي على السيّد نايف حواتمة. وكان المكتب الإعلامي لحواتمة («الأخبار» العدد 380) قد عقّب على مقالة للطويل («الأخبار» العدد 375)، موضحاً أنّ عبد الناصر نصح الملك حسين عام 1970 بالتجاوب مع حواتمة لأنّ مواقفه تتّسم بالاعتدال. هنا نص التعقيب:«الزمان: 21 آب 1970
المكان: قصر رأس التين بالإسكندرية
الأشخاص: عبد الناصر محدّثاً حسين
الموضوع: الأزمة المتفاقمة بين النظام الهاشمي والمقاومة الفلسطينية
في سياق ضغط جمال عبد الناصر على حسين ليمتنع عن ضرب المقاومة رغم فجاجة تصرفات بعض منتسبيها ـــــ ممن برعوا في توفير الذرائع لضربها ـــــ ذكر أن فاروق أبو عيسى وزير خارجية السودان ـــــ ومن قادة الحزب الشيوعي حينها ـــــ أبلغه أن اجتماعه في عمان مع بعض أعضاء اللجنة المركزية لجماعة حواتمة تخللته مناقشة إيجابية ومعقولة... هكذا بالحرف.
لم يقل عبد الناصر بتاتاً إن نايف حواتمة صاحب مواقف تتسم بالاعتدال والروح العملية والعقلانية، ناصحاً حسين بالتجاوب معه.
هذا ليّ لعنق الحديث وتسخير له ـــــ بفعل رجعي ـــــ لإعطاء شهادة حسن سلوك له عن وقائع لا يمكن عبد الناصر أن يتجاوز عنها وهي الطرية في الذهن.
هناك عاملان لتفسير تعقيب حواتمة: الأول هو حاجته لشهادة كهذه في وقت يدلف فيه لمواقف يحتاج معها «لبركة» عبد الناصر، والثاني هو فعل ندامة على فادح ما ارتكب حينها مما سلف ذكره.
لكي يشهد عبد الناصر لحواتمة بالاعتدال والعملية والعقلانية كان عليه أن يمحو من ذاكرته الماضي القريب خلال ذات العام، 1970: في مطلعه رفع حواتمة لافتات: كل السلطة للمقاومة... وفي ربيعه ألصق صور لينين على بعض مساجد عمّان ـــــ بمناسبة مئويّته ـــــ وهو العارف في الحالتين أنّهما استفزاز مباشر لنظام يتربّص بالمقاومة الدوائر في الأولى، ولشعب يؤمن بمقدسات لا يجوز العبث بها في الثانية.
لا أريد أن أعود إلى أبعد... أي منذ فبراير/شباط 69 ـــــ تاريخ انشقاق حواتمة عن حبش ـــــ فليس موضوعي هنا تناول سجله الحافل بما يحتاج لسفر كامل من المباحث...
وهو آتٍ».