علي محمد محيدله
عندما أنعم الله على منطقة الشرق الأوسط بالنفط، وخصها بأكبر مخزون احتياطي، كانت النتيجة أن تقاسمت العائلات الحاكمة عائدات النفط، موكلة أمر استخراجه إلى الدول الغربية، كما سلمت هذه العائلات أمر حماية وجودها في السلطة إلى الجيوش الغربية. واستناداً إلى التقارير الفنية، فإن أكبر مخزون نفطي سيستمر حتى قرن من الزمن، لذلك كان الهدف الاستراتيجي بالسيطرة العسكرية على منابع الذهب الأسود، ومن ناحية أخرى منع شعوب العالم الثالث من الاستفادة من مواردها وتطوير نفسها. أما البديل (بعد نضوب المخزون النفطي) فهو استخدام القدرة النووية، لذلك نرى حجم الضغوط الدولية التي تمارس على إيران، تحت حجة أطماعها النووية العسكرية، لمنعها من امتلاك المصدر الجديد لإنتاج الطاقة، وبالتالي ارتقائها إلى مصاف الدول الماردة وغير الخاضعة لإرادة القطب الأوحد المتحكم بإرادة الكون تحت ستار الأمم المتحدة، وهذا ما يشكل المانع للسماح لشعب بأن يتمتع باستقلال ذاتي في استخدام التكنولوجيا لتطوير قدراته وتنميتها. أما أن المنطقة مقبلة على مؤتمر للسلام بدعوة من واشنطن، فأي سلام نبغيه والإدارة الأميركية سلحت المنطقة بـ ٦٣ مليار دولار مقسمة بين حلفائها العرب وكريمتها إسرائيل، فما هي وجهة هذا السلاح؟ وهل تغيرت بوصلة العدو؟ أما الممنوع الآخر فهو نظرية التعايش بين الأديان التي تشكل النقيض لقيام دولة إسرائيل، لذلك نرى محاولة ضرب نموذج لبنان «الرسالة» عبر مؤامرة التوطين والتقسيم. وما بين لبنان وإيران نرى الديموقراطية العراقية ومحاولات استفزاز سوريا لجرها إلى الحرب. ويبقى الأفق مجهول المصير مترنحاً بين قرع طبول الحرب ومهرجانات السلام !