مصطفى عبد القادر
كنت أشتري علبة الحليب لابنتي الصغيرة بـ12000 ل.ل. وعندما ذهبت آخر مرة لشرائها أصبح سعرها 14500 ل.ل. وبالأمس قصدت محلاً يبيع علّاقات ثياب فاشتريت الواحدة بـ1500 ل.ل. وفي اليوم التالي أردت شراء علّاقة أخرى من النوعية نفسها فتبيّن لي أن سعرها ارتفع إلى 2000 ل.ل.
موجة الغلاء الفاحش التي تجتاح البلاد والتي حذّرت منها جمعية المستهلك في آخر بيان لها أصبحت أكبر خطر يهدّد جميع العائلات اللبنانية نظراً إلى انعكاسه على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والصحّي والنفسي والتربوي لأفراد الأسرة.
وعندما يستشري الغلاء، تذهب معظم مداخيل الأسرة لشراء الحاجات الأساسيّة لأفرادها من مأكل وملبس وغيره وتُهمَل الاحتياجات الثانوية، بما يؤدّي إلى زيادة اختلال النشاط الاقتصادي في البلاد وتضطرّ المصانع والمؤسّسات إلى إقفال أبوابها بسبب قلّة الطلب على منتجاتها.
إن هذه الحالة تؤثر في نفسية الأهل ما يرفع التوتر والانفعال عند أفراد الأسرة ويزيد الأمراض عندهم، والدليل على ذلك أنه منذ فترة وجيزة أصدرت مجموعة من الباحثين الأميركيّين نتائج بحثهم عن تأثير الانفعال في وزن الإنسان وصحّته، وتبيّن للباحثين أن الانفعال والتوتر يؤدّيان إلى زيادة الطعام عند الفرد، ثم تتحوّل هذه الأطعمة إلى دهون في الجسم يصعب التخلص منها.
لقد أصبح اقتصادنا فارغاً ومنهاراً، وليس صحيحاً أن شهر رمضان المبارك رفع الأسعار كما يروّج البعض، إذ ارتفاع أثمان المنتجات بدأ منذ عدة شهور، والماكياج الذي يجمّل به بعض المسؤولين الاقتصاد لم يعد ينفع لأن المواطن يكتوي بنار الغلاء الذي يحرقه كلما ابتاع سلعة أو خدمة.