حسن فاخوري
عام 2005 دُعيت للاستماع إلى محاضرة في البلدية لعرض إنجازاتها وما ستنجزه من تسوية الخراب وغيرها، والأهم البدء بمعمل النفايات الصلبة وقد بدأوا فعلاً، وقصة المجارير، وحمداً له على أنهم رفضوا توصيل القساطل للقرى بقسطل صور وإلا أصبحت في المدينة كوارث وبقيت لكل قرية جورتها، إذ في الجنوب حالياً جور متفرّقة. ومضت سنتان فما الذي حصل؟ إنّ الميناء مقفل، وهو بركة سوداء وقد صُوِّر من الجو فبانت صورته القاتمة أحلك من الليل ومن زفت الطرقات، ومياهه لزجة وأقرب إلى الطين. ومنذ مدّة توفّي الفتى مارون الجوني غرقاً، والروائح تفوح على بعد مئات الأمتار لأن المياه الآسنة تصب في هذا الميناء المليء بالمراكب المختلفة، وطبعاً ستتلف الموتورات وأخشاب المراكب بسبب أسيد الإنسان، وحتى البواخر تترك الميناء هاربة بعد أن تفرغ نفايات ألمانيّة، ولا أعرف نسبة أمراض الرئتين لخمسة آلاف بحّار، والأسوأ من ذلك أنّ آلاف منازل المسيحيّين ملاصقة للميناء، ولا أعرف كيف الكنائس الثلاث ساكتة حتى الآن، والأسوأ أن مقر الحكومة أي السرايا ساكتة أيضاً وفيها الدوائر الرسميّة والقائمقامية، وسجن المتصرفية والأمن الداخلي والأمن العام. والمكان هو مدخل المدينة وصورة حضارية للأجانب والسياح والغرباء. فمتى يتحرك المسؤولون؟