قاسم اسطنبولي ــــــ صور
قمت بزيارة ودية لأحد نواب مدينة صور في مكتبه ففوجئت بوجود عدد كبير من المسنّين رجالاً ونساءً في مكتب النائب الكريم، وذلك من أجل الحصول على مساعدات مادية بمناسبة شهر رمضان المبارك، طننت بادئ الأمر إن هذه المساعدات التي يقدمها حضرة النائب المحترم إلى هؤلاء المحتاجين والمعوزين هي من ميزانية وأموال الحزب المقاوم الذي ينتمي إليه، لكن المفاجأة الكبرى لي كانت عندما علمت بطريقة غير مباشرة أن هذه المساعدات المالية العينية المتواضعة التي يقدمها هذا النائب المحب لمدينته وأهلها بطريقة حضارية جداً وفيها الكثير من الوفاء والتقدير والاحترام وحفظ لكرامة وشخصية ومعنويات المواطن المستضعف والمحروم هي من ماله الخاص، أي هي في الحقيقة عبارة عن راتبه الشهري الذي يتقاضاه من المجلس النيابي، حقاً إنها لفتة كريمة في شهر كريم، وترجمة واقعية للمبادئ الإسلامية السمحاء التي يؤمن بها هذا النائب الفاضل. إننا نتمنى على بقية نواب صور الأفاضل أن يحذوا حذو زميلهم الكريم ويقتدوا بمبادرته الكريمة السخية الطيبة ويتبرعوا برواتبهم النيابية قدر المستطاع والإمكان للمحرومين والمستضعفين والفقراء الذين انتخبوهم، وبفضل أصواتهم الحرة، النزيهة، الأبية أصبحوا نواباً لهم مكانتهم ومنزلتهم المميزة. على هؤلاء النواب الأحباء الإقدام سريعاً على خطوات عملية ملموسة في احتضان ورعاية فقراء صور ومعوزيها، وعدم الاكتفاء فقط بالتنظير الكلامي وطرح الشعارات والإسهاب بالوعود المخملية دون تطبيق حقيقي جادّ وفعلي لها على أرض الواقع، لأننا فعلاً سئمنا محاضرات وتنظيراً وخطباً طنّانة رنانة، لا تُشبع جائعاً ولا تكسي عرياناً ولا تسرّ محروماً ولا تسعد
يتيماً.