عادل السلمان
أبغِضُكِ، كفانا كذباً ونفاقاً، أبغِضُكِ. وقفتِ وقفة الشجعان بيني وبين أخي ودفعتنا إلى سفك دمائنا، ونحن فعلنا. بصقتُ في وجه أبي وأهنته من دون أن أشعر بالخجل. أبغِضُكِ. أمّي بكت عليّ وعلى أخطائي، التي بسببك ارتكبتها، وأنا مضيت بأفعالي من دون النظر إلى الوراء. أبغِضُكِ. باسمك قتلت، سرقت، اغتصبت، كذبت، وهربت. وأنت مجرد اسم لا معنى له. لكن غسلوا دماغي بك، ونجحوا. تحكمت فيَّ بعدما قبّلتني بتينك الشفتين المكسوتين بصبغة الشفتين المليئتن بالسم الفتاك وأنا لم أثر على طغيانك، بل قبلت به من دون أن أستشير نفسي. رميت بنفسي في بحرك كما فعل العديد من قبلي وأنا حتى لا أعرف العوم، غرقت في هذا البحر من الكراهية والدماء. اعتدت على هذا المكان الجديد لأنه هو الحقيقة في عالم النفاق كما قالوا لي. لا أستطيع الحب لأنه محرم، شكراً لكِ! عليّ أن أحب من هو من طائفتي حسب تصنيفك ولو قسراً، وإلا فما أفعله محرم ويصنف تحت خانة الزنى، ولو كان حباً عذرياً. الموت لثائرٍ إن ثار والحلم لحالم أضحى كابوساً. أيتها المتعطشة لدماء الحالمين والثوار، تصنفينهم خونةً وكفاراً. لأنهم يستطيعون أن يستقلوا بعيداً عنك وعن أفعالك الشنيعة. وهذا الاستقلال يساعد في قتلك يا أيتها... فالحلم إن أصبح حقيقة هو أشبه برصاصة في قلبك، والثورة إذ نجحت هي أشبه بآخر مسمار في تابوتك. أبغِضُكِ، لا بل أكرهك. نعم أكرهك كما تكره النار المياه. سوف أتعلم العوم، وإن أمضيت سنين، وحتى آخر نفس في جسدي، سوف أتقنها، سوف أنجو من الغرق في بحرك القذر. ولن تستطيعي إيقاف نار الثورة فيَّ. حاولي وأضمن لكِ الخسارة الدائمة. تباً لك يا مسببة الحروب، يا مصنفة الشعوب، يا أيتها القاتلة بلا رحمة. أيتها الطائفية القذرة، أيامك شارفت على الانتهاء. كفاك دلالاً لأنك اغتصبت كل ما استطعتِ وضع يدك عليه. فإما هدمته وإما حرقته. دماؤنا تروي الأرض لكن من قتلنا هو من تلاميذك وهو أخونا، وليس بعدو. اللوم يقع علينا لأننا نحن من زودك الوقود في بادئ الأمر، ولكن الآن أنت مستقلة، وسوف نسرق وقودك ونتركك من دون أمل في إكمال الطريق. وسوف أترك الثورة لثائرٍ أينما كان، والحلم لحالمٍ أينما شاء.