ياسين تملالي
السيرة السياسيّة لعلي يحيى عبد النور

لا يشك أحد في ثراء المسار الشخصي للمحامي علي يحيى عبد النور، الرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (ورئيس الشرف حالياً). مسار حافل قاده من حزب الشعب الجزائري المطالب بالاستقلال في الأربعينيات، إلى جبهة التحرير الوطني في الخمسينيات، ومن تأسيس الاتحاد الوطني للعمال في 1956 إلى تأسيس أولى رابطات حقوق الإنسان الجزائرية في 1985، قبل أن يتفرغ لمعركة مضنية، هي معركة التنديد بتجاوزات أجهزة الأمن تحت غطاء «اجتثاث الإرهاب الإسلامي». ويُعدّ علي يحيى عبد النور من الشخصيات السياسية الأكثر إثارة للجدل. فالكثير من رفاق دربه في الثمانينيات لم يغفروا له دفاعه عن قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ولا مشاركته في مبادرة «العقد الوطني» (روما، كانون الثاني/ يناير 1995) التي طالبت بـ«حل سياسي» يُشرَك فيه الإسلاميون الراديكاليون. أما رفاقه في معترك حقوق الإنسان إبّان التسعينيات الدامية، فكثير منهم لم يحتملوا ما يسمونه «خلطه» بين مهامه كرئيس للرابطة ومواقفه كرجل سياسي.
إلا أن محبّي علي يحيى عبد النور وخصومه على السواء يُجمعون على شجاعته النادرة، وكونه أحد قدامى الحركة الوطنية القلائل الذين نجحوا في الربط بين معركتي جيلين: جيل التحرير الوطني وجيل المطلب الديموقراطي.
«الكرامة الإنسانية» هي مذكراته التي طال انتظارها والتي لخّصها للصحافة في جملة واحدة فيها شيء من القساوة حين قال إنّ «كرامة الجزائريين كانت تُرفس بالأقدام إبّان الحقبة الاستعمارية، وهي منذ الاستقلال لم تجد بعدُ من يحميها ويرعاها».

في إطار «سنة الثقافة العربية بالجزائر»، تصدر دار البرزخ قريباً رواية هي الترجمة العربية لـ«ليل الأصول» للكاتب الجزائري نور الدين سعدي.
عبلة، جزائرية تذهب إلى سوق «سانت وان» في باريس لبيع مخطوط عربي ثمين طالما رافقها في منفاها. غير أنها تعثر في أحد المحلات على سرير قديم يشبه سريراً لها تركته في مدينتها، قسطنطينة، عندما غادرتها هرباً من جحيم العنف. يفتح لها هذا الاكتشاف الغريب باب ذاكرتها على مصراعيه، فتعيد كتابة تاريخها الشخصي عبر تاريخ الأشخاص والأشياء. الرواية تساؤل طويل عن مسألة الأصول التي ما زالت تؤرّق الكثير من الجزائريين قرابة خمسين سنة بعد الاستقلال، وهي أوّل أعمال نور الدين سعدي المنقولة إلى العربية.
* صحافي جزائري