عبد العزيز محمد سبيتي
إذا لا قدّر الله ولم يوفَّق القادة اللبنانيّون للوصول إلى تحديد شخصيّة لبنانية مارونيّة تُنتخَب في مجلس النواب رئيساً للجمهورية بحضور ومشاركة جميع النواب، أو أكثرية الأكثرية وأكثرية المعارضة، سينقسم اللبنانيون بين من يكون مع، وبين من يكون ضدّ، إذا كان المرشّح شخصاً واحداً.
أمّا إذا تعدّدت الترشيحات، فعندها لا بدّ أن يفوز أحدهم بالأكثرية، وتبعاً للدستور، إما بالثلثين في الدورة الأولى، أو بالأكثرية المطلقة في الدورة الثانية. أمّا المشكلة الأكبر والأخطر، فستقع عندما يجري انتخاب الرئيس من فريق واحد.
في الحالين، وفي هذا الزمن الذي تعطّل فيه كل شيء، ولم يبقَ لا ديموقراطية، ولا حرية ولا استقلال ولا مواطنيّة صحيحة، ماذا سيحصل بعد الانتخاب؟
بطبيعة الحال، إنّ الناس خارج المجلس على دين أمرائهم داخله، سيبتهج بعضهم، وسيغضب الفريق الآخر، وهنا تبدأ الكارثة، لأن الفئة التي ستفوز ستشعل الأرض بإطلاق الأسهم والعيارات النارية، وربما المدافع والصواريخ، بحيث تعدّ الفئة الخاسرة هذا استفزازاً لها، وخصوصاً أن الشعب اللبناني، للأسف، لم يعد واحداً موحّداً يجمعه النشيد الوطني أو العلم اللبناني أو حتى الرئيس. وحينها، سيكون الجيش والقوى الأمنية، في أصعب المواقف، إذ إنهما إذا بقيا دون تدخّل مصيبة، لأنّ شرارة الابتهاج ستحرق كل الوطن، وإذا تدخّلا فعندها المصيبة أكبر.
لذلك، فالأسلم والأحسن والأجدى والأعقل والأكثر محافظة على وحدة الوطن والشعب والجيش والقوى الأمنية، أن يتوصّل قاداتنا و«تيجان رؤوسنا» الذين بات الوطن والشعب أسرى لهم، أن يتّفقوا ويتوافقوا ويفهموا ضرورة الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية 128 «بطل»، أو أقل بقليل، لا مانع، لأنه بغير ذلك، فإن نيران الشر لن تبقي على أحد، إلا من استطاع الهروب!