آن ندور
في لحظة هاربة مستهترة، يتحوّل الحب إلى حقد أبدي.
الويل كلّ الويل لأمّة سادها أبناؤها.
الثلج والليل وجهان للحياة. فالثلج بمكره وخسّته لا يُظهر إلاّ لون الطهارة الممتزجة بدماء ضحاياه،
والليل بسواده الحالك لا يستطيع أن يُظهر حسنة واحدة من حسناته مهما فعل.
العيد: إنه الوخزة المؤلمة والطعنة النجلاء التي يوجهها الغني إلى الفقير بكرامته وحياته.
لقد جرحتني كثيراً يا صديقي، ومع هذا أحاول أن أنسى، ولكنني لا أقدر أن أنسى أبداً جرحي إياك.في مكان مزروع بالحواجز وزمن مقيّد بالتفاهات، يتحوّل الإنسان إلى مهووس بكل شيء.
يا حبيبتي مشكلتي ليست أنت، بل شخصي البدائي التكوين.
في زمن مشحون بالطائفية، ومكان محشوٍ بالعفن، تجد نفسك مضطرّاً للهروب من نفسك إلى نفسك. أنا في كل مكان وفي كل زمان أصطدم بنفسي حين أقف أمام مرآة الحقيقة لأدرك أني لست إلاّ ظلاً لشيء أنقى وأعمق وأجمل.
لا تنفجر في وجهي يا أيها العربي المولود في عصر التفاهة، فأنا مثلك دمعة متجمّدة في رحم الزمان، تكسّرت رغماً عنها وهطلت رغماً عنها وسالت أنهاراً رغماً عنها.
إلى متى سيبقى الفراغ ممتداً في داخلي من اللابداية إلى اللانهاية.
يا له من مجتمع! نصفه يريد اغتصابك ونصفه يريد حمايتك، وأنت تحاول امتصاص كل الأحزان والأفراح. فإن حاولوا شطرك لن ينالوا منك إلاّ قلباً متفحّماً وشرايين متجمدة بالدماء.
يوم أنجبتني أمّي، جاءت العرّافة لتقرأ مستقبلي. فقرأت على جبيني عبارة «سقط سهواً».
يا اللّه، انتشلني من مآسيّ قبل أن أُغرق غيري بالمآسي، وخلّصني من شقائي في الحياة قبل أن أزرع الشقاء في حياة غيري.
يوم خلق الله الإنسان، خلقه ليتمم به جمال الحياة.
كل يوم أمرّ فيه بهذا المكان، أسأل نفسي: «أليس من الظلم أن يبقى هذا المكان صامداً وأزول أنا... وأنا صانعة هذا المكان؟.