جاءنا من المكتب الإعلامي لوزير الشباب والرياضة، الدكتور أحمد فتفت ردّ على مقالة الدكتور أسعد أبو خليل التي نشرت في «الأخبار» (العدد 340) تحت عنوان «عندما هزم أحمد فتفت إسرائيل». هنا نص الردّ:
«طالعتنا صحيفتكم بمقالة للكاتب أسعد أبو خليل يتناول فيها وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت بمجموعة من الافتراءات والمغالطات والترّهات. وانطلاقاً من حقّنا في الردّ على ما ورد في المقالة، يهمّ المكتب الإعلامي للوزير فتفت أن يوضح الآتي:
من الواضح أن السيد أسعد أبو خليل، الذي يدّعي أنه أستاذ العلوم السياسية في جامعة أميركية، لم يلتق قط الوزير أحمد فتفت، ولم يطّلع يوماً لا على مواقفه ولا على آرائه السياسية أو تاريخه السياسي، ما أوقعه في العديد من المغالطات السياسية والتاريخية. إن أسلوب القدح والذم المحتقر الذي اعتمده صاحب الرأي، يكشف عن هبوط لا يمت إلى المستوى العلمي الذي يدّعيه بصلة.
إن أجمع المراقبون السياسيون على نعت أحمد فتف ت بصفات، فهي صفات العناد والصدق والموقف الصلب والتشبث بالمبادئ حين تهاوى كثيرون لعقد الصفقات مع صاحب السلطة أو الوصاية، من سوري أو غيره، وموقف أحمد فتفت لا يقبل الشك على الصعيد العربي والقومي.
هل نسي أو تناسى أسعد أبو خليل أن أحمد فتفت هو الذي تصدّى للوصاية السورية في انتخابات عام 2000 النيابية في أصعب المناطق (عكار، الضنية، بشرّي)؟، وهو الذي رفض تحت التهديد والوعيد التمديد لإميل لحود عام 2004 وكل ما بينهما. وليس هو من ينقل البندقية من كتف إلى كتف، وليس هو من يستعمل الكذب والتلفيق في مواقفه السياسية، بل إنه غالباً ما يُتّهم بعدم الليونة في هذا المجال، وبالصدق الجارح في كثير من الأحيان؟
أما عن التحريض الطائفي، فهل يتجرّأ البروفسور (؟) أسعد أبو خليل أن يذكر لنا مثالاً واحداً في هذا المجال، في مواقف الوزير فتفت السياسية؟ لكننا لم نستغرب كذب السيّد أسعد وتطاوله على الوزير فتفت، عندما طال تطاوله الرئيس الشهيد رفيق الحريري والبطلة ليلى خالد.
هل يعرف السيد أسعد أبو خليل معنى التطاول على الشهادة والشهداء؟ إنها قمة الخيانة والتزلّف لمن دفعه أو دفع له من أجل هذه الكتابة الرخيصة.
أما في المعلومات، فإنه يصرّ ساعة على أن أحمد فتفت كان عضواً في الحزب الشيوعي أو أنه ذكر مرة أنه كان عضواً في حركة فتح، وهذا لا أساس له من الصحة. مع العلم بأن الوزير فتفت لم يعتبر يوماً أن الانتماء إلى فتح أو إلى الحزب الشيوعي عيباً بل هو شرف، لكنه لا يدّعيه، لأنه لم يكن يوماً كذلك.
كذلك فإن الوزير فتفت لم يدّع يوماً انه انتمى إلى فتح، بل إلى جبهة التحرير العربية، وذلك في عام 1970 فقط، وليس أثناء الحرب، كما أشار أبو خليل، حيث إن الوزير فتفت كان في حينها قد غادر لبنان للدراسة في بلجيكا نهاية عام 1972.
أما عن الوئام مع السوري، فحدّث ولا حرج. إن كل الشمال يعرف، بل إن لبنان يعرف أن هذا لم يكن حال أحمد فتفت، وانتخابات عام 2000 خير شاهد على ذلك، حين منع أي مرشح من التحالف مع أحمد فتفت. مع التذكير بأن العودة إلى أرشيف تلك المرحلة سهلة جداً، وصولاً إلى رفضه التمديد لإميل لحود.
أما موضوع ثكنة مرجعيون، فيمكن للقارئ أن يعود إلى التقرير الكامل للتحقيق الذي أجرته وزارة الداخلية ونشرته حرفياً جريدة «الأخبار» في حينه. وهل يمكن للقارئ أن يتساءل لماذا رفض نواب المعارضة اللبنانية مرتين في اجتماعات لجنة الدفاع والأمن النيابية، الموافقة على توصية بإنشاء لجنة تحقيق نيابية في الموضوع؟ وكان الوزير فتفت هو الذي تقدم بهذا الطلب إلى اللجنة. الجميع يعرف الجواب: ليس هناك من خطأ ارتكبه الوزير في هذا المجال باعتراف الجميع عندما تبحث التفاصيل في الغرف المغلقة، وإنما هم يفضلون إبقاء الموضوع معلّقاً للاستهلاك السياسي وعلى المنابر الخطابية، ولو اعتمد البعض في ذلك على الكذب والكذب والكذب والكذب في هذا الموضوع كما في غيره، علّ بعض الكذب يعلق في أذهان الناس.
وفي آخر المقالة، فجأة يستدير «الكاتب» (؟) باتجاه منظمة العمل الشيوعي، التي لم يكن لأحمد فتفت علاقة مباشرة يوماً بها. علماً بأن العلاقة التنظيمية الوحيدة لأحمد فتفت بكل التنظيمات اليسارية اللبنانية، تجلّت في أنه ترأس بصفة المستقل لجنة الحركة الوطنية اللبنانية في بلجيكا بين عامي 1982 و1986، وكان ناطقاً باسمها. كما ترأس فرع النجدة الشعبية اللبنانية في طرابلس أيضاً بصفته مستقلاً، بين عامي 1989
و1994.
هذا غيض من فيض أكاذيب وافتراءات أسعد أبو خليل وأمثاله ممن يدّعون الصفات العلمية الكبيرة والفضفاضة، لعلّها تعطيهم صدقية ليست لهم، فيما هم يبحثون عن الشهرة في الإثارة لا في
الحقيقة».