روز زياده
غداً يومٌ آخر... هذا ما ردّده أكثر المحازبين، وأكثر العاملين والفاعلين في انتخابات المتن الفرعية. ماذا سيتغيّر؟
دُفن لنا شاب من أبناء بلادنا. كان اتجاهه الحزبي معاكساً لطموحي، ولكني بكيته بحسرة مثلما بكيت سابقاً شهداء «نهر الموت» عام 1990، يوم كان «إبليس» يتحكم بعقول اللبنانيين، وكما أبكي كل يوم شهداء جيشنا.
أيّة معادلة ستصرخ بوجه كلّ من هُم على حلبة اللعب بمصير الإنسان اللبناني؟
ليكون يوماً آخر... يعني الكثير من الوعود التي لم تتحقق مرة واحدة في بلدنا.
إن فكّرنا بعقلية المزارع، نجد أن الأرض أصبحت جدباء ويلزمها استصلاح. والاستصلاح يفرض قلب تربة الأرض وتمهيدها لتتقبل زرعاً جديداً يعطي ثمراً.
وإن فكّرنا بعقلية الخياط، نكن مثله، إذ هو ينتظر الزبون الملائم لقطعة القماش التي بين يديه ليفصّلها على مقاسه، فهي لا تصلح لكل المقاسات.
انطلاقاً من «همروجة» 5 آب 2007، من أيّة ناحية يجب أن ننتظر بزوغ اليوم الآخر؟ لا شأن لنا بمن فاز. وما أسفنا على الخاسر لأنّه «كفّى ووفّى مع اللبنانيين سابقاً». أما إذا ارتكزنا على المقالات التحليلية في الصحف، وبالتحديد مقال إياد أبو شقرا في جريدة الشرق الأوسط «لبنان أمام مخاطر (الحالة العونية)»، تنهار لدينا عزيمة انتظار اليوم الذي نحلم فيه بحكم ذاتنا، وبوجودية كرامة الإنسان اللبناني في هذه الحياة.
إذاً من أي شرق ستطلع شمس الغد الواعد؟ ما دام هناك خمسة أو ستّة أسماء، أصحابها هم من يقبلون بالمصالحة، وهم من يرفضون الحلول، ونحن نسفّ التراب. نعم نسفّ التراب.