جواد قبيسي
كان أجدى بكم أن تسمّوا أنفسكم فتح المأجورة أو فتح الإجرام، لأنّكم أسأتم إلى الإسلام، والإسلام منكم براء. هل أنتم مسلمون حقاً، أم تدَّعون الإسلام؟ ما أنتم إلا أفراد مسخّرون لإرادة خارجية، جمعوكم وسموكم بالجماعة، وزرعوا في عقولكم المتحجرة وقلوبكم القاسية الحقد والكراهية والتعصب، وجعلوكم أناساً متوحشين مجردين من أبسط المشاعر الإنسانية.
الإسلام هو دين المحبة والتسامح، وليس عمالة وخيانة وتبعية وارتزاقاً. الإسلام ليس شعاراً ترفعونه لتغطية أعمالكم الإجرامية. الإسلام دين عدل وحق، فبأي حق اعتديتم على جنود عُزَّل وهم في طريقهم إلى تأدية واجبهم وإلى منازلهم؟
ما الذي دفعكم للاعتداء على الجيش وهو رمز الوطن، وحامي شرفه وكرامة بنيه؟ ماذا كانت نتيجة فعلتكم سوى القتل والدمار واستباحة دماء الأبرياء وبالمقابل انتحاركم؟ ستُقطع يد الغدر التي امتدت لتنال من صلابة الجيش، وسيتحطم على صخرة المهد المتآمرون والمعتدون.
كم أنتم أغبياء باعتقادكم أن من يقتل منكم هو شهيد! ومتى كان المجرم شهيداً؟! الشهيد هو الذي يقتل مجاهداً في سبيل الله والدين ودفاعاً عن الوطن. فمن أجل أي من هذا استشهدتم؟
إن دماء شهداء الجيش العطرة التي سُفكت على أيديكم السوداء قد روت تراب الوطن، وإن أرواحهم الطاهرة هانئة في يد الباري (وهم في الجنة خالدون). أما دماؤكم الفاسدة، فقد دنست تراب الوطن، وأرواحكم النجسة مأواها جهنم، وبئس المصير.