إيلي أبو جودة
لولا إنذار الجيش لأحرق مسيحيّو 14 آذار المتن الشمالي، ومشهد ساحة الجديدة ليلة الفرز أصدق دليل، وما قابله من تصعيد سياسي على شاشات التلفزة واستحضار للماضي الأليم والنعرة العنصرية، كان كافياً لفتح أبواب جهنم وحرق البلد بنار المذهبية المسيحية، بعدما فشلت المحاولات السابقة ولا سيما إسلامياً.
أميركا وأزلامها كشفوا جميع أوراقهم بعدما باءت كل محاولاتهم بالفشل بسبب وعي بعض القيادات والجيش اللبناني، الضامن الأكبر.
ودقت ساعة الحقيقة، وبدأنا نرى انقشاعات في الأفق القريب، ولو كانت مبهمة بعض الشيء. وكلما احترق أحدهم، أصبحنا أقرب للفرج، وبدت الاعترافات الأميركية باستحالة تخطي المعارضة اعترافاً بتغيير المعادلة في الأيام المقبلة. ومعركة المتن كانت المفصل الذي ارتكز عليه الغرب عبر صحافته المتنوعة لرسم المرحلة المقبلة. وبعد إظهار انحدار المشروع الأميركي عبر فريق 14 آذار والاعتراف بقدرة العماد عون وانتصاره في انتخابات المتن على رغم كل التجييش الإعلامي والدولي والطائفي والمادي ونبش القبور. فهذه الأمور كانت كافية لمعرفة اختيار الشريك القوي القادر على تنفيذ ما عجز عنه الآخرون وبكل الوسائل المتاحة. وبعدما صيغت الأمور الأساسية في الشرق وأصبحت الحرب مستبعدة، بات من المؤكد الحاجة الى الرجال الأقوياء وأصحاب القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، وما قاله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه في 14 آب أوضح الكثير من الأمور التي نراهن عليها، وهو كما عددناه خشبة خلاص في الحرب، كذلك نتوقعه في السلم. والكبار كبار أينما وجدوا، وبأي ظرف حلّوا.