روز زياده
ونحن على حافة هاوية سحيقة، أمام وحش الضغينة المفترس، ندعوكم إلى التروّي من الخطوة الناقصة، والى مطاردة كل ما يفرق بيننا لنسود ونبقى. لا سيادة للفرد. السيادة للجماعة. الهاوية ستطمر الجميع إذا ما تركنا أنفسنا نسقط فيها. والبغضاء ستبتلع الجميع إذا ما بقينا على تغذيتها. الحل هو أن يمسك بعضنا بأكتاف بعضنا، أن يداري بعضنا بعضاً من الشر الهاجم على بلدنا، وناسنا، وأدياننا ومعتقداتنا وأمتنا التي تقول «كلنا للوطن».
في الكنائس والجوامع والحسينيات ندعوكم أن تكونوا واحداً. أن تتشبّهوا بخلية النحل التي تنظمها الطبيعة، ربما العاملات فيها يجنين العسل أكثر من الملكة ولكنهن لا يكلِلْن ولا يتعاظمن بعطائهن، ولا يتكاسلن ليرين ما سيكون شأن الملكة من دونهن.
نحن الشعب دعوناكم، وندعوكم دائماً للسعي الى ما فيه خير الجميع. الشعب الخاسر الدائم والأوحد يقول لكم عودوا الى الخليقة الأولى وتذكروا أنه لا مفاضلة بين إنسان وآخر إلا بصفاء ذهنه وقت تقديم قرابينه.
انسوا الخطب، انسوا مفردات التنافر. صونوا أنفسكم وشعبكم وبلدكم. نحن ندعوكم لكمّ أفواه التفرقة، وليكن موعد انتخاب رئيس لجمهوريتنا موعد عرس وطننا بساسته وجيشه وشعبه. لنترك ولو لمرة كلمات التحدي، كلمات الشماتة، كلمات التشابيه المؤذية.
تأمّلوا في تعاقب فصول السنة وميزاتها. انسوا ذاتكم وتمثلوا بنظم الطبيعة.
ونحن إليها ندعوكم.