إيلي أبو جودة
آخر الدواء الكيّ. وبعد كل ما شهدناه من تجاوز للدستور، لم يعد ينفع التعديل بل أصبح مهزلة واستخفافاً. وفي ظروف صعبة كهذه، تتطلّب الحياة وقفة عزّ وقرارات رجال شرفاء. وعندها لا حاجة لدستور مخروق وممزّق وفاقد احترامه. نعم لتعليق دستور الصفقات ومن لفّ لفّه وكل من تظلّل به وفسّره على مزاجه، وليعلقوا جزاءً لأفعالهم.
أهلاً بعودة المكتب الثاني. فخبرة السنين والتجارب أثبتت أصحيّة الشهابية. فهي من بنت المؤسسات، ومن تآمر ضدها هم من خربوا البلد وباعوا مؤسساته واستحدثوا المزارع وعاملونا كالمواشي. ماذا تنتظر يا شعب بلادي لتضع ثقتك بالجيش اللبناني فهو الأصدق
والأوفى.
فيا أيّها الرئيس لحود، شعبك يناديك وأنت من ثبت على الوطن وكانت لك اليد الفضلى بتأسيس هذا الجيش الوطني وهو الآن الأجدر لخلاص الوطن من هذا الكابوس المريع. هيّا لا تتردّد. علّق الدستور وليتسلّم جيشنا الأبيّ زمام الأمور. وكل مواطن صادق يبارك خطاكم والعصا لمن عصى. فلا أحد يعلو على الحق. أمّا كل من راهن على مشاريع خارجية، فعليه الرحيل وراءها لأننا لم نعد نصدق وعودهم الكاذبة وآخرها الدعم الأميركي للجيش، مما يوضح كم يكترثون لحلفائهم بالسياسة. وأصبحنا نخشى تحركات السفير الأميركي وما سيأتي عنها من مصائب. وكما زار الديمان عشية انتخابات المتن الفرعية، كذلك يزورها قبيل الانتخابات الرئاسية. والخلوة نفسها مع البطريرك على شرفته الخاصة وما نخشاه أن تكون النتيجة نفسها، أي خسارة وربح بالتحدي، تنتج عنها شرارة حرب جديدة، وما عجزوا عن تحقيقه سابقاً يأملون بحصوله لاحقاً. هؤلاء يجب وضع حدّ لهم ولتدخّلاتهم الماكرة. ونحن نؤمن بمؤسسة الجيش، حبل الخلاص الباقي لوطننا المهدد. وكلنا للجيش وللوطن.