إيلي الورد (رئيس النادي الثقافي الرياضي الاجتماعي ـــــ الجديدة، عكار)

الأبطال يعطون ولا يأخذون، يقدمون ولا يساومون، ينتصرون ولا يخافون، يستشهدون ولا يتراجعون.
لم تمت يا داني كسائر الناس. لم تمت كباقي الأشخاص. متَّ شهيداً مجوقلاً، واقفاً. تقول هذه الأرض أرضنا، نحن أصحابها، نحن أبطالها، نحن سقيناها بدمائنا، أمثالك يكتبون التاريخ بأحرف من ذهب، يكللون المجد بالرجولة والشهامة، تربيت على الشجاعة، فكنت مقداماً فارساً من فوارس الجيش اللبناني الذين لا يستسلمون أو يخونون أو يفرون.
والدك ابن هذه المؤسسة الشريفة، الكبيرة، أوصاك قبل استشهادك بأن تكون منتصباً كالمارد الجبار في وجه الأعداء والطامعين بلبنان، فحققت أمنيته، وتعلّم رفاقك بالفوج الصمود وتمجدت بلدتك الجديدة بالعنفوان.
يا ابن حارتي، ويا مجوقلاً من قريتي وبطلاً من بلادي، إليك أقول هذه الكلمات لأنها ليست كالكلمات، كلماتي تضج معرفة بك منذ أن كنت صغيراً واعداً وشاباً وسيماً متألقاً وجندياً مثالياً بالكفاءة استشهادك أعطانا أملاً بالحرية.
داني لا نستغرب استشهادك، فالأبطال يستشهدون ولا يموتون، عائلتك أعطت شهيداً كبيراً سبق إلى الشهادة ابن عمك ميلاد حنا، الذي آمن بلبنان القويّ لبنان الـ 10452 كلم دافع عنه وناضل من أجله وأعطى ذاته لنحيا نحن. بوركتم، وبركتكم ستنتشر في بلدتكم الجديدة، لأنكم أبناء النضال. لن ننساكم أبداً. ما زلنا نسير أمام منازلكم، نتذكركم، نراقبكم، نشاهدكم مع أصدقائكم تتحدثون تتهامسون تتكلمون عن المجد الذي أُعطي لبنان.
أخرجي أيتها البلدة الطيبة المضحية دائماً بشبابها، فنهاية الجلجلة قيامة وانتصار، فالجيش اللبناني حتماً إلى الانتصار، فلا تبخلي على الجيش إن لبيت النداء فالأرض نرويها كلما اشتدت الصعاب، فشهادتك أشعلت فينا حرية الانتصار، وسكبت فينا روح الإباء، فالطريق طويل، والقافلة تسير حتماً إلى السماء. نحن في الجديدة ملأنا السماء شهداء وسنملأ الأرض محبة وسلام.