كتاب مفتوح إلى معالي وزير الداخلية
  • ناشط بيئي

    لقد وقعتم على رخصة كسّارة بحص، موزاييك ووو...، في منطقة بلدة الحصين على تلة حرجية تجمع الجمال والنضارة، الصفاء والنقاوة، الهدوء والطهارة...
    لقد وقعت يدكم على ذيل الرخصة المذكورة، بدون معرفتكم او محاولة تعرفكم على «ميلادة»، لذلك جئنا بكتابنا هذا لنطلعكم على من هي «ميلادة» الرمز:
    ـــ «ميلادة» هي ابنة «حلاّن»، نقطة لقاء تلال: الحصين، حلاّن، غدراس، غباله، جورة الترمس والغينه...
    على تلة طبيعية نقية وهادئة، تحمل بقايا التاريخ وآلاف الاشجار، سمحتم وشرعتم ووقعتم «رخصة الكسارة»...
    ـــ بدأت آلات التدمير المرخص لها من جانبكم بإتلاف الموقع، وبدأ صرير الضجيج يجتاحنا ليلاً ونهاراً... والغبار الملوث يغطي بيوتنا، مزروعاتنا، مواشينا وسياراتنا.
    ـــ ميلادة ابنة حلاّن لم تغادر تلك التلال طوال طفولتها، لعبت وتعبت، نامت واستيقظت تحت شجرة الصنوبر... ميلادة المراهقة امضت كل نهاية اسبوع وكل فصل صيف في حلان وعلى تلالها...
    ـــ انتقلت ميلادة للسكن في غباله على التلة المقابلة... والآن وهي في عمر يناهز الثمانين ما زالت تعانق المشهد ذاته، مرتاحة هانئة وهادئة، لكن، بعد توقيعكم «رخصة الكسارة» تغيرت، انقلبت وتهاوت الأهداف والأحلام والآمال التي بُنيت مع ميلادة الفتية ونمت معها على خط افق ناعم وجميل يفصل بين الارض والجنة بنور شمس الصباح وأضواء القمر الليلية... إن ذاكرة «ميلادة» يا معالي الوزير، هي ذاكرة كل مواطن عاش هنا، هي عشق كل من افترش دفء التراب والتحف برودة نسيم التلال... إن ذاكرة «ميلادة» هي العز والحب والنقاء... والآن، ومن شرفتها التي تطل على موقع «الكسارة» المرخص لها من جانبكم، ومن كل الشرفات والعيون، يبرز الخط ذاته مكسوراً ومهاناً، وانقلب الاخضر دماراً وغباراً والجمال قبحاً، ورائحة الصنوبريات، دخان مازوت ودواليب الشاحنات... هجرت العصافير والفراشات وألوان الطفولة لن تعود... «ميلادة»، تحذّركم، اطال الله بعمرها، وتنبّهكم وتطلب منكم عدم السماح بإلغاء وتشويه مشهد، عليه اغمض أجدادانا عيونهم مطمئنين قبل رحيلهم...
    هل هذا كثير يا معالي الوزير؟



    المتفرجون

  • روز زيــاده

    استعملت كلمة «المتفرجون» لأن شعب لبنان ليس أكثر من ذلك حيال ما يجري من تجاوزات في حقه. تحل المصيبة به بدون أن يعلم لماذا؟ لأي سبب. متفرجون أمام المنظّرين والمتوعدين والواشين والمدّعين الحفاظ على الوطن وصدق الوطنية. ونحن المتفرجين بعيدون كل البعد عن قانونية ما يحصل في بلادنا من كرّ وفرّ المتخاصمين والمصطحبين معهم جماعات وجماعات، وهؤلاء بدورهم في دائرة الفرجة أيضاً.
    أي قانون يحدد الصفات التي يجب أن يتميز بها النائب، الوزير، السياسي، الزعيم، رئيس العصابة، والى آخره من الاوصاف والالقاب؟.
    ثلاثون من الاعوام. وفي الثلاثين من هذه الاعوام أعادوا تقسيم الوطن «الجبنة» على مدى 384 شهراً. وفي كل رسم للتقسيمة كانوا يميتون عشرات الآلاف من الشعب، يتسببون باختطاف وتشريد وذبح لا أعلم كم من الشباب لأنهم ينتمون لجهة ما، وفي غالبيتهم لأنهم لبنانيون.
    لذلك نحن المتفرجين نتوجه بالسؤال الى أعلى مرجع قانوني في لبنان ليعرفنا قانونية الصفات التي يجب ان يتمتع بها كل من يسمح ولا يسمح بتطبيق بنود الدستور الذي قطّعوا اوصاله ونتّفوا جمل بنوده، وفصولها. ما هي الميزات القانونية للمتحاورين بشأن مستقبل الوطن. حتى ولو اننا متفرجون، أقله نفهم موضوع التمثيلية.
    ان شاء الله اجد من يقرأ رسالتي ممن عندهم الجواب القانوني، وإن شاء الله يجيب عن سؤالي ،لأننا نحن المتفرجين تتوق انفسنا لتتحول ولو مرة في هذا العمر الى مُشاهد يتعاطف مع ما يدور في بلادنا من أحداث.