زياد وزياد
  • كابي سرور

    جايي عا بالي بوس عيونك المقوّصة
    برصاص الطابور الخامس
    يا زياد غندور
    وذلك في تمام الساعة 7 من مساء 26 نيسان 2007
    في ضيعة جدرا المارونية في بلاد الشوف الدرزية
    يوم خروج السوري من لبنان
    ويوم تحرير طرابلس من الصليبيين
    ــ سعيدة ليلتك يا زياد قبلان
    ببراد المستشفى الخيري وصدرك
    مبخّش بالرصاص الأخوي
    ــ بعتذر بس نسيت مين عمرو
    12 سنة ومين عمرو 22 يا زياد وزياد؟
    كيف حاسّين بها البراد يلّي حرارتو 30 تحت الصفر؟
    زياد نايم جنب زياد ومتلجين ولازم حدا يحكي
    حتّا ندفا؟
    ــ سمعت يا زياد شو قال وليد بك؟
    ــ لا والله كنت نايم!
    ــ طبعاً عزّا أهلنا وشعبنا وطلب وأد الفتنة التي
    يسعى إليها الطابور الخامس!
    ــ مين الطابور الخامس يا زياد؟
    ــ هيدا طابور كل عمرو يوقف بالطابور
    «وقاف بالصف يا حقير».. وكان ما يفتح تمّو
    كان ها الطابور يبيع مرتو لأي بارودة جايي من برّا
    وذلك من عام 1840 من أيام الأتراك إلى يومنا هذا
    ــ ومين عزّا فينا كمان؟
    ــ الشيخ سعد والحكيم ونائب أمل علي حسن خليل
    بس الرئيس فؤاد السنيورة بعد ما طالب بوأد الفتنة
    وعزّا أهالينا، طلب من الله أن نكون سوا في جنة الخلد
    ــ يعني أنا ويّاك سوا حا نفوت عا الجنة
    ــ طبعاً على أساس أنا عمري 12 وإنت 22
    ... و«سوا ربينا..... معقول الفراق يمحي أسامينا؟»
    ــ لحد هلّق يا زياد يلّي فهمتو
    أنو يلّي قتلنا منّو طائفي
    ولا حزبي ولا سياسي
    مين قتلنا يا زياد؟
    ــ ما سمعت الشباب عم بيقولو الطابور الخامس
    طب راسك ونام يا زياد
    تصبح على...
    ــ يا زياد أولك الميّت بيحلم؟
    عم بحلمك يا حلم يا لبنان
    إنت الهدايا...



    المواطنية في لبنان

  • علي كلاكش

    المواطنية المفتقدة في لبنان هي نتيجة طبيعية للبلدان التي لا تنشأ ضمن سياق وصيرورة تاريخية. ففرنسا مثلاً مرّت بصيرورة تاريخية طويلة ومعقدة، حتى أصبحت على ما هي عليه. وكذلك بريطانيا. أما البلدان العربية، ومن ضمنها لبنان، فهي نشأت في المكاتب. وكما قال أحد المعلقين الفرنسيين: «لا يمكن بناء مصير مشترك في بلدان ولدت في المكاتب وازدهرت فيها». وهذا الأمر ينطبق بشكل لافت على لبنان. فهو نشأ في مكاتب سايكس ــــــ بيكو. فلبنان قائم على تكتلات طائفيةلا على هوية مشتركة. وهنا تكمن المشكلة. «فالتكتلات لا تمتلك رؤى تاريخية، لكن لديها مصالح مشتركة». ونحن هنا لا ننكر أهمية المصالح في حياة الجماعات البشرية ذات الجذور المشتركة، لكن في البدء تكمن الهوية المشتركة والثقافة المشتركة والتاريخ المشترك والمصير المشترك. فالهياكل البيروقراطية لا ثثير العواطف المشتركة اللازمة لحمل رسالة سياسية سامية. من هنا إلى أين؟ لا بدّ للوطن اللبناني أن يقوم كي يصهر «الجماعات اللبنانية» في بوتقة لبنانية واحدة. ولا مفر من بناء الدولة اللبنانية القوية والقادرة والعادلة