خبث الإنسانروز زياده

تعليقاً على ما جاء في مقال صباح ايوب يوم الثلاثاء 22 أيار 2007 والذي كان بعنوان «جزئيات نووية تخترق أسرار الكون» وهو لتعريفنا بما يقوم به علماء «سيرن ceren» وما هو المتوخى منها بالنسبة لهم، بالنسبة لي فقد ظهر جلياً أن العلماء الآنفي الذكر يشكّون بوجود الله، وبخلقه للكون، والانسان.
ألفت المشككين إلى أنه يوجد قدرة إلهية تسمو الى أبعد من فكر الانسان، وتتخطى كل الابحاث البشرية مهما حاولت هذه البشرية التنكر لوجودها، ومهما بالغ خبث الإنسان بالبحث ليعيد اليه وحده الفضل في كل شيء حتى في خلق الكون.
اما تعليقي فهو: «هذا الانسان العالم والجاحد هل درس نفسه، وأجرى اختباره اولاً على كينونته هو؟ هل درس وظائف اعضاء جسم الانسان، وراقب عمل انسجتها الدقيقة؟. هل فتّش عن سر أخذ كل الاعضاء أوامرَها من الدماغ لتقوم بوظائفها؟ وأي خلل يطرأ عليه يصيب الجسم كله؟ وفي الكثير من الاحيان، البعض من الناس يُعدَمون الحياة الطبيعية فيتقوقعون على ذاتهم، ومنهم من يفقد الذاكرة بالتدرج، وينتج من ذلك نسيان المرء نفسه، واسمه، وأولاده وكل ما يربطه بالحياة وهو لا يزال يتنفس ويمشي ويأخذ الطعام ويمضغه. هل حاول هؤلاء العلماء معرفة سبب تآكل الخلايا بعضها لبعض، ورميها الانسان بالأمراض الخبيثة التي لم يجدوا لها علاجاً كاملاً لغاية اليوم؟».
علماء «سيرن Ceren» يجهدون حالهم ومالهم ليكتشفوا كيف «خُلق الكون»، وكما ذكرت المقالة فقد صرفوا 8 بلايين دولار حتى الآن ليحضّروا «آلة التصادم». فأنا أسأل: من أجل من يعمل هؤلاء العلماء؟. هناك في كالكوتا وغيرها من المناطق في العالم سوء تغذية، وفقر، وبشر مهانون وأعداد كثيرة من الاطفال الذين يموتون يومياً. هل فكرتم يوماً بأن ما تتكبدونه من بليونات الدولارات قد يكون كفيلاً بخلق مجتمعات سوية، والإنسان الذي خلقه الله يعيش حياة كريمة، ويساهم بدوره بتجدد الحياة وتسهيل صعابها؟.
إن نكران وجود الله خالق السماء والارض، الانسان والنبات والحيوان لا يأخذنا الى الأحسن. وبحسب المقالة اذا نجحت العملية يتوقع أن تترك آثاراً في الجبال المحيطة، وفي أجهزة الكومبيوتر الخاصة. وإذا فشلت التجربة فسيغلق الأفق أمام اي محاولة جديدة حول الكون والذي كوّنه بحسب العلماء.
انا المرأة البسيطة أقول لعلماء «سيرن Ceren»: «فشلكم أكيد إن شاء الله، لأنه في الوصايا التي سلمها الخالق لموسى، اول وصية هي: أنا هو الرب إلهك لا يكن لك إله غيري. ولا خالق لنا سواه. وحده يعطينا الحياة، وحده يميتنا متى يشاء . ودائماً هناك صراع من اجل البقاء».


«أبو ملحم» وسرّ انزعاج «الحكيم»
عبد الله عبد الحميد


لست أدري ما سر انزعاج الدكتور سمير جعجع من «أبو ملحم» الذي كان يلتقي اللبنانيون حول امسياته البسيطة والجميلة ليروا فيها العائلة اللبنانية، والتعايش اللبناني، والقدرة اللبنانية على تجاوز الكثير من الصعاب والعقبات.
هل لأن «أبو ملحم» وبرنامجه كان نقيضاً للقيم الميليشياوية التي تمجّد القوة، وتعتزّ بالسطوة، وترى في البندقية السبيل لمواجهة كل المشاكل داخل الوطن والتغلب على الشريك الآخر فيه..
أم لأن «أبو ملحم» وبرنامجه كان عدواً للطائفية بكل تجلياتها، فلم تخرج منه كلمة او تصرف تشير إلى انتمائه الطائفي او المذهبي، فيجمع في حلقات برنامجه لبنانيين من كل المناطق لا يستوقفك فيهم أيضاً المذهب أو الطائفة بل الدور الذي يؤدونه.
هل لأن «أبو ملحم» كان وفاقياً حتى النخاع، يكره الدم ويحب السلم الاهلي والحياة الهانئة الرغدة فيذكّر بقدرة العقل واللطف والتهذيب على مد الجسور بين من تفرقهم المصالح او تباعدهم الخلافات.
اذا كان تكرار ذكر «ابي ملحم» على لسان د. جعجع مقصوداً في معرض التهكم فتلك مصيبة، اما إذا كانت زلة لسان تتكرر فهي مصيبة أكبر...
صديق طريف قال لي: هل كان المطلوب أن يكون اسم ابو ملحم هو «ابو لحمة» حتى ينتزع اعجاب الحكيم، ليعلّق صديق آخر بأنه كان الافضل ان يكون اسمه «ابو ملحمة» ــــــ او مجزرة كما يقول اخواننا في المغرب ــــــ حتى يصبح اكثر انسجاماً مع طبيعة المرحلة.