مولد النبي الأكرم
  • رومل إرسلان سعيد

    يوم ليس كسائر الأيام. إنه سماوي رائع، فيه انبلج فجر جديد ساطع ليضيء على البشرية في كل مكان من هذا العالم. رسالة من نور إلهي وهّاج جاءت مع الرسول الأكرم والأعظم الذي أرسله ربّ العالمين ليهدي بني البشر الى عبادة إله واحد. يأمرنا بالصلاة والتقوى وأعمال الخير، ويحذرنا من كل ما فيه شر ومنكر ويتنافى مع تعاليم السماء السمحاء.
    عيد هو أجمل الأعياد، مثله مثل عيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام. عيد يفرح فيه الإنسان المؤمن بالرسالات السماوية، أينما كان.
    كيف لا؟ وهو يوم فرح وبهجة وسرور وسعادة بامتياز. ولد فيه من يحمل المشعل الروحي الذي لا ينطفئ مدى الدهر، وينير العقول والنفوس والقلوب، مبدّداً الظلام الحالك المتمثل في الجهل والابتعاد عن قيم الروح العالية والحق والجمال والعدل. يوم حلّ على مسيرة البشرية، حاملاً ثورة روحية على الظلم والقهر والاستبداد والاستعباد، ليزيل حالاً جاهلية كانت تفرض قيمها البشعة المنافية لحقوق الإنسان التي ناضل أحرار العالم من أجلها ولا يزالون. هو يوم مولد نبي عظيم جاء رسولاً أميناً يبثّ في أرواح الناس ما يوجّهها بقوة عاقلة ويشدها الى فوق، بعدما كانت غارقة في الجهل والضلال وارتكاب الخطايا والمعاصي. جاء ينهض بالبشرية ويدفعها في طريق خلاصها الأبدي، مكملاً الرسالات والتعاليم السماوية التي سبقته ومهّدت لدعوته التي لاقت نجاحاً باهراً، إذ تجاوب المؤمنون معها باندفاع وحماسة، حتى بلغ عدد المسلمين في العالم، اليوم، نحو مليار وأربعمئة مليون نسمة. يوم مبارك تحوّل عيداً سعيداً بمولد النبي العربي محمد، حامل لواء التغيير نحو الأفضل، حيث يحيا الإنسان السعادة الروحية الحقيقية، بعيداً من كل ما يؤذي الروح ويجرح النفس، وذلك في إيمان صادق جميل بإله واحد لهذا الكون الفسيح الواسع، وبقدرة هذا الإله العجيبة على التحكّم بكل ما يجري فيه.
    إننا في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا، وإذ تغمرنا مشاعر رائعة يصعب وصفها، نهنّئ أبناء الإنسانية جميعاً، والمسلمين خصوصاً، بهذا اليوم الذي شرقت فيه شمس جديدة على هذا العالم.



    انتخابات المجلس الإسلامي العلوي

  • أحمد محمد عاصي

    إضاءة على مقال عبد الكافي الصمد في «الأخبار» في 26 آذار 2007 حول انتخابات المجلس الإسلامي العلوي: حضرة الأستاذ الصمد، حرصاً على الموضوعية والصدقية اللتين طالما تمتعتَ وتمتعتْ بهما «الأخبار»، نقول: لم نكن في وارد الرد على مقالتكم وهي لا تحتاج الى ردّ وبارك الله بكم، ولكن توضيحاً للعديد من التساؤلات التي سمعناها بعد نشر المقال حول إمكانية حصول انقسامات و«تداعيات» في صفوف الطائفة العلوية الكريمة إثر إعلان فوز الدكتور الشيخ أسد عاصي بمنصب الرئيس والأستاذ محمد عصفور بمنصب نائب الرئيس، نؤكد:
    أولاً ــ إنَّ انتخاب الدكتور الشيخ أسد عاصي بالتزكية هو دليل حي على إجماع الرأي ووحدة الكلمة داخل صفوف الطائفة على المستويين الشرعي والشعبي، وذلك لما تتمتع به هذه الشخصية من كفاءات علمية، ومرونة وموضوعية في التعاطي مع الشأن العام، والأهم من هذا كله حرصه على مصلحة الطائفة في مسيرتها العروبية الإسلامية.
    ثانياً ــ إن المعترضين هما اثنان، والمؤيدين هم الطائفة بكاملها، فهل معارضة النائبين المفروضين على الطائفة يظهر حدة الانقسام فيها؟ وللحقيقة والإنصاف فإن رفض الطائفة لهذين النائبين ليس بسبب انتمائهما لتيار مغاير لتوجّهات الطائفة العروبية والإسلامية، بل لأن التيار فرضهما على الطائفة، و«خطف» منها حقها في التمثيل الصحيح في البرلمان.
    وأخيراً، حضرة الأستاذ الكريم، حدة الانقسام ليست على المستوى الشعبي أو الشرعي، كما يوحي بذلك مقالكم، بل هي بين أشخاص يريدون أخذ الطائفة الى حيث في إمكانهم السمسرة على مواقفها، وبين الطائفة وممثليها الحقيقيين الذين يريدونها ان تبقى في محيطها العربي الإسلامي الذي تنتمي إليه عضوياً.
    وأخيراً لكم منّا فائق الاحترام والتقدير.