احسموا خياراتكمريمون هنود

ها هي أعمال القمة العربية قد انتهت. وكلمة حق قيلت على لسان الرئيس لحود الذي أعطى للواقع المستجدّ في لبنان والمنطقة الصورة الواقعية والمنطقية، مفنّداً المخاطر الحائمة فوق معقل رئيسي من معاقل الممانعة لسياسة الشرق الأوسط الجديد، مشدداً على ضرورة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، وضرورة تلاحمهم مع جيشهم الوطني ومقاومتهم البطلة، خشبة خلاصهم الوحيدة، التي تصونهم من أطماع الكيان الغاصب، هذا الكيان الذي هو بمثابة الإبن الوحيد المدلّل لبلاد العم سام. إن شريعة المنطق في لبنان تتوجه إلى أولئك الأحباء المنضوين تحت لواء الرابع عشر من شباط، وتستحلفهم بضمائرهم وتسألهم: هل يمكن لكم إغفال أن لبنان والمنطقة لا يتعرضان لهجمة أميركية صهيونية بغية تغيير المعالم وتقويض الاستقرار وفرض الهيمنة تمهيداً لإخضاعها وجعلنا نرضخ ونستسلم؟ وللذين لديهم هواجس من سوريا التي انسحبت وأنا الذي لم أدافع عن ممارساتها الخاطئة إبان زمن الوصاية حتى إن قيادتها اعترفت بذلك، فإنني أتساءل لم تلك الهواجس، طالما أن البلدين الشقيقين، اللذين يشكلان عصب ورأس حربة الممانعة للمشروع الأميركي، يتعرضان للهجمة نفسها التي تستهدف الأرض والعرض كما استهدفت من قبل بلاد الرافدين. وتم الغزو ونهبت الثروات تحت ستار الذريعة الأكذوبة أسلحة الدمار الشامل!!! وقد تكون بيروت ودمشق، نسخة طبق الأصل عن بغداد وقد تتعدد الذرائع ـــ الأكاذيب لتمرير المؤامرات وتنفيذها بهدف بث الراحة والطمأنينة في نفوس قادة العدو بعد أن صعقهم المقاومون في تموز 2006.
ومن جهة أخرى، فإن الذين ينتابهم القلق أو يتملكهم الخوف بأن حزب الله يريد تحويل لبنان إلى دولة إسلامية شيعية يحكمها جيش المهدي، فعليهم بالاطمئنان وعدم ترك هذه الأوهام التي هي من نسج الخيال تقضّ مضاجعهم وهم مدعوون إلى أن يحذوا حذو الرئيس عمر كرامي الذي منذ حوالى الشهرين ونصف الشهر ومن طرابلس الفيحاء بالذات، وفي خلال احتفال أقامه حزب التحرر العربي، أعلن أنه كمسلم سني له ملء الثقة بالمقاومة وبسيدها وبأنها أي المقاومة تعمل لمصلحة لبنان كدولة صمود وتصدّ في وجه المخططات الأميركية المعدّة له وللمنطقة، وفي وجه الأطماع الصهيونية، ولنكن منطقيين، فلا أحد يمكن له أن يزايد على عروبة ولبنانية وسنّية دولة الرئيس عمر كرامي، وهو سليل عائلة لعبت دوراً كبيراً في دحر الاستعمار الفرنسي عام 1943، وتحقيق الاستقلال.
أمنيتي الكبيرة كمواطن لبناني عربي أن لا ندع بدعة الثلث شقّيه الضامن والمعطل والتي تشكل حالياً مادة خلاف بين أبناء وطن الأرز العربي، من أن تكون مشروع بركان مدمر يطيح الحجر والبشر. ومما لا شك فيه أن أبناءنا وأحفادنا ليسوا على استعداد لتحمل وزر حرب أهلية جديدة يكون مسببها بدع وهرطقات لا مكان لها في دنيا الأصحّاء.
هنالك هجمة أميركية ـــ صهيونية على لبنان والمنطقة العربية باتت معروفة الأهداف، وينبغي التصدي لها. أناديكم وأشدّ على أياديكم، احسموا خياراتكم لأن الأوان قد آن لحسم الخيارات.


فضاء الحرية
ياسمين محمود ضو

يا من اختصر خلال عمره، عمر أجيال سبقته، أجيال رافقته وأخرى ستأتي بعده. يا من أنطق بكلماته آلام قلوب خرساء. ومن جسّد بأعماله آمال نفوس ضعفاء. يا من أخمد نار الجهل بنور العقل. رحلت كلحظة تمرّ من دون وداع، فراقك هصر قلوبنا والبعاد مزقها، الجمرة ما زالت في القلب تحرق، والشوق إليك يكبر ويكبر...
أيها الفارس امتطيت جوادك، سلكت طريق الحرية، قطعت أشواطاً وأشواط، كنت دائماً في الطليعة، لا منافس لك ولا منازع.
أيها الينبوع، من أعمالك تدفقت الحقائق، من كتاباتك تنوّر البرعم زهرة، ومن أفكارك ارتوت عقولنا المتعطشة الى المعرفة والحقيقة. أيها القنديل، بكتاباتك نوّرت دروبنا، بأفكارك أرشدت عقولنا وبنورك أهديتنا الى الطريق المنشود وطردت شبح الظلام والجهل عن أعيننا. ولكن...
سقط الفارس، جفّ الينبوع وانطفأ القنديل.
جوزف سماحة، أنت دائماً معنا، حيّ في قلوبنا، كبير في نفوسنا وحاضر في عقولنا، وكما كنت صاحب الفكر الحر والضمير الحيّ، ستبقى روحك تسبح في فضاء الحرية وتغرّد في سمائها.