إعادة ترميم فكري وإراديروز زيــاده

حلت بنا المآسي، ودفنّا على الايمان موتانا وبقينا متعلقين بالخشبة التي حوت جثامينهم. رغم تعلقنا هذا، لم نمت معهم، ولم تحو جثاميننا خشبتهم ولا الحفرة المستورين بترابها.
اذاً فلننهض، فلننهض لنعاين خراب النفوس. علينا أن نفتش عن مفكرينا، ومبدعينا وسادة المعرفة أين هم؟ ليس صحيحاً ان الكارثة دمرتهم! وإن صح هذا القول، فعلينا نحن ابناء لبنان ان نعيد ترميم نفوسهم، أن نعيدهم الى ما كانوا عليه، متشابكي الايدي، موحدي الاهداف، لنعيد ضخ دم الحياة في عروق الوطن.
نحن الآن مطروحون للبيع في سوق عكاظ القريب والبعيد. نحن الآن سلعة، وأية سلعة! اقترب موعد نهاية صلاحيتها، لماذا؟ لماذا نقبل بوضع كهذا؟ فلنفتش عن المهرة بتركيب القاعدة. كثر هم في بلدنا لكنهم ممنوعون من ريادة ساحة البناء. فلندخلهم اليها، لنعطهم ثقتنا، ووقتنا، ليساندوا حماستنا بالحكمة.
اول الطريق ترك الاموات تستريح في جنات الخالق.
الخطوة الثانية، كل منا يطرح السؤال على نفسه ويقول: «ما هو هدفي من المعارضة» وآخر «الا مَ اطمح بتشبثي ضد من ينتهجون نظرة مخالفة لنظرتي؟».
الخطوة الثالثة، لقاءات احادية، تمازج وجهات نظر خالية من المصالح الشخصية، ومن الدعاية الاعلامية. الخطوة الرابعة، بحث تمازج وجهات النظر مع قاعدة كل منا على حدة.
الخطوة الخامسة، مقاربة القواعد المختلفة، والمتشنجة، والتي مزقت آمالها بممارسات ذات حدين.
الخطوة السادسة، تتوسع اللقاءات بعض الشيء وتُدرس نقاط اساسية، وملحّة للبنان.
الخطوة السابعة، عزل كل أخطاء الفترة الماضية، مالية كانت ام امنية، ام دستورية في زاوية بعيدة. الخطوة الثامنة، عودة كل صاحب مسؤولية الى تحمّل مسؤوليته، وتنشيط قطاعه.
الخطوة التاسعة، طاولة مستديرة لإعلان ما هو صالح للبنان وما هو الذي سنقدم على تحقيقه.
الخطوة العاشرة، شكر كل من حاولوا ازاحة غشاوة الحقد عن اعيننا وما استطاعوا، لنحافظ على صداقتهم. الخطوة الحادية عشرة، تحصين بلدنا من الداخل قبل الخارج بسور لا تخرقه البغضاء.
الخطوة الثانية عشرة، نبرهن لكل صاحب سوق على أن المزادات عندنا فاتت مواسمها ولبنان يزينه ابناؤه مظللين بأقوى ارزة من ارز الرب.


دولة داخل دولة
مريم جعيد

لفتني في خطاب السيد نصر الله الأخير موضوع طالما أسأنا فهمه، في لبنان على وجه التحديد، وهو الدولة كتعريف سياسي واجتماعي. والسؤال، هل من الممكن أن يكون حزب الله هو «دولة داخل دولة»؟
باختصار شديد، الدولة هي كيان سياسي وإطار تنظيمي يوحد المجتمع، وموضع السيادة فيه، وتملك سلطة إصدار القوانين والسيطرة على وسائل الإكراه وتأمين السلم الداخلي والأمن من العدوان الخارجي. هذا أبسط تفسير للدولة فهل يجوز لنا قول «دولة لبنان» ودولته لا تملك حتى وسائل الدفاع عن أمنها بمواجهة أي عدوان عسكري أو سياسي يقمع السيادة في اتخاذ أبسط قرار، وهو تأليف حكومة وحدة وطنية على أساس الديموقراطية التوافقية اللبنانية الفريدة من نوعها وتفسيرها وممارستها.
يفترض أن تكون الدولة قادرة على استيعاب حاجات الشعب (العنيد) من ضمان وتعليم وشيخوخة الخ... نتيجة للخطة الضرائبية التي وضها الوزير الأسبق للمال ورئيس الدولة الحالية (العنيدة والتي باتت أعند من الشعب العنيد). فنجد أن الدولة العنيدة عاجزة عن تأمين المعونات للنازحين الصامدين خلال العدوان الإسرائيلي في تموز والذي عجزت الدولة عن مواجهته.
عفواً دولة الرئيس السنيورة، الدولة في لبنان لم تر النور منذ تاريخ دولة لبنان الكبير وصولاً إلى دولتك. لذا لا يمكن تصنيف حزب الله دولةً داخل دولة غير موجودة أساساً.