مسخرة
  • أحمد طبارة

    عدالة، حق، ديموقراطية، رأي، حب، محبة رحمة، رأفة، عيب، خجل، ورع، تقى، تعفف، ترفع، حرام، حلال، حقيقة، أدب...
    مفاهيم سقطت كلها وبقي قول لافونتين الشهير: «الرأي للأقوى»، وللدلالة على ذلك نقول:
    ــــــ اعترف النظام الليبي بجريمة لوكربي التي ذهب ضحيتها أبرياء، حكم من لدن أعلى المحاكم الدولية وعوقب بدفع مال ثمن أرواح مع أننا تعلمنا أنه ليس للأرواح ثمن.
    ــــــ فجرت كوريا الشمالية قنبلة ذرية... بحث أمرها في أعلى القمم، فطالبت (بخوّة) فدُفعت لها وتنازلت عن طموحها للعب مع الكبار. وإذا ما تساءلنا ما هو سبب القبول في كوريا والرفض في إيران قيل لنا، والساطور باليد: اخرسوا.
    ــــــ طرد الفلسطينيون من بيوتهم وحل مكانهم بدو رُحَّل طردتهم أوروبا من عندها وشحـــــــنتهم إلينا ومكَّــــــــــنتهم منا ووعدتهم بالمساعدة شرط أن لا يغادروا فلسطين ويعيثوا في الأرض فساداً، إذ إن شرهم في الشرق الأوسط أقل كلفة من انتشاره في العالم. وإذا ما تساءلنا، قيل لنا: أليس في ثقافتكم قول مأثور يفيد بأنه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره؟ أليسوا هم شعب الله المختار؟ فلم طق الحنك هذا؟
    ــــــ صدّام مهم لتقويض نظام الخميني، وله ما يريد لتحقيق ذلك، بعدها يجب أن يعدم لأنه يمتلك أسلحة دمار شامل أعطيناه إياها، وإذا لم نجدها، فلا مانع من استعمال بدائل منها لنحقق الديموقراطية، ولو كلف ذلك إبادة شعب. أليست الديموقراطية شرف الإنسان؟ أولستم أصحاب القول المأثور:
    لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
    حتى يراق على جوانبه الدم؟
    ولو... أكثير هذا الدم للحفاظ على الشرف؟
    ــــــ نظام الخميني فاسد، لكن يمكن أن يصبح صالحاً إذا باع واشترى، والبازار واضح، الصلاة له والبترول لنا.
    ــــــ نفهم زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للمسجد الأموي والصلاة أمام ضريح يوحنا المعمدان داخل المسجد، فهي زيارة تقارب بين الحضارات وطريقة لبقة للاعتذار من البابا الأحمر URBIN عندما أعلن في القرن العاشر حرباً جهنمية حملها الصليب وسفكت فيها دماء خلال قرنين. فهمنا ذلك، لكننا لم نعِ زيارة رئيسة الديموقراطية في أميركا للمكان نفسه وللضريح نفسه. نأمل أن تكون هذه الزيارة بالمعنى نفسه للزيارة التي قام بها يوحنا بولس الثاني، إذ إن رئيس أميركا الحالي أعلن حرباً صليبية علينا كما فعل البابا URBIN منذ ألف سنة.
    ــــــ علينا أن نفهم زيارة الخارج من رحم الشيوعية، السيد بوتين للمملكة العربية السعودية ورقصه تحت علم لا إله الا الله محمد رسول الله، وإذا لم نجد تفسيراً لهذه الزيارة، فهناك من يفسر عنا ولو خرج ماركس ولينين في عيد القيامة من قبريهما ولو للحظة لهرولا رادعين لاعنين الساعة التي من خلال فكرهم ضحت روسيا بعشرين مليون قتيل.
    ــــــ علينا أن نصفق لحامل مفاهيم الثورة الفرنسية بين أضلاعه، متغنياً بها وهو يستقبل أحد قتلة رؤساء وزرائنا الأعزاء بالعناق والقبل في قصر الإليزيه، وفي الوقت واللحظة نفسهما يغضب ويثور مطالباً بقتلة رئيس وزراء آخر لنا عزيز. وبطلّته البهية يزعم أنه من حماة حقوق الإنسان.
    وإذا ما أحجمنا عن التصفيق لعدم فهمنا لهذا العيب فهناك من يصفق عنا. شتاء وصيف على السطح نفسه... طهر وعهر في المقام نفسه.
    ــــــ تغاضت بريطانيا العظمى عن سمسرة ضخمة لبيع طائرات حربية ضمت أناساً (منا وفينا) وأقفلت الملف حفاظاً على العلاقات بينها وبين المشتري، وإذا سألتهم أين الشفافية يا معشر الإنكليز؟ أجابوك همساً كعادتهم (شوف شغلك) تماماً كما يحدث عندما نطالب بفتح ملف بنك المدينة عندنا.
    ــــــ مضحك مبك ما نرى...
    أيحدث ما يحدث لو كنا نصدر البطاطا بدل التبرول.