المقاعد
  • حسن مهدي ناصر الدين

    لم يكن ينقصنا كلبنانيين لمفاقمة أزماتنا إلا أن تمنح القمة العربية الرئيس السنيورة امتيازات في ما خص المقاعد.
    وكانت حكاية المقاعد هذه قد شغلت العرب من النيل الى الفرات، ويُحكى أن النقاش فيها قد وصل الى حد يستدعي تأجيل القمة أو عقد جلسة تسبقها ويُصوّت خلالها داخلياًَ وخارجياً عبر الهواتف لإشراك العدد الأكبر من الشعوب العربية في قضية حساسة تخصّ مستقبل الأمة جمعاء ويتم في نهاية التصويت هذا اختيار المكان المناسب لجلوس الرئيس السنيورة.
    ولكن قبل الوصول الى هذه الخطوة، لمعت فكرة في رأس أحد المفكّرين العرب وقضت بوضع السنيورة الى جانب كبار الشخصيات في الجلسة الافتتاحية، متوسطاً العاهل السعودي والأمين العام للجامعة العربية في الجلسات المغلقة.
    صُدِّق! وانــــــــــــتقل الخـبر الى وسائل إعلام الأكثرية فهلّلت له وأوردته كــــــــــنقطة انتصار على المعارضة الناكرة لموقع السنيورة العربي والدولـي المميز ولتشعّب عـــــــــلاقاته التي تصبّ دوماً في مصلحة لبنان، وغير المدركة تماماً لمستوى الدلال الذي يحظى به السنيورة، وبالتالي لبنان، في هذه القمة، وخاصة خلال الجلسات المغلقة.
    ... عجيب هذا اللبناني المبتكر والرائد دوماً في الأفكار الخلّاقة، عجيب كيف تمكّن من إبراز حدث كقصة المقاعد هذة ليطغى بثقله على كل المسائل العربية العالقة منذ سنين!
    فغداً، عند انقضاء هذه الاجتماعات سيشعر العرب بأنهم وضعوا الحجر الأســـــــــــاس لحل المشكلة اللبنانية من خلال إعطاء المقاعد للجميع، وهو حل على طريقة الرئيس معمر القذافي، وسيُسجّل التاريخ اتفاقاً عربياً شاملاً على نقطة ما ولو كانت سخيفة في نظر البعض.
    ولكن ما سيزعجنا نحن اللبنانيين هو أن الحال لن تتغيّر بالنسبة إلى الرئيس السنيورة في الرياض، حيث ستظل المقاعد بعد عودته، وربما بصورة أقوى من السابق، شغله الشاغل!!!



    متى يُعالج موضوع الغلاء؟

  • ربيعة إرسلان سعيد

    حديث الناس في كل مكان، عن الغلاء الفاحش وما يسبّبه للمواطنين الأبرياء المساكين من أزمة حياتية خانقة.
    منذ 12 تموز من العام الماضي، ذلك اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل حربها العدوانية الإجرامية على لبنان، والأسعار ترتفع في صورة جنونية، ولا سيما الخضار والفواكه.
    ويترافق ذلك مع كساد اقتصادي وارتفاع نسبة البطالة، الأمر الذي زاد الأمور تعقيداً: تكلفة معيشية مرتفعة مع شحّ في موارد رزق الناس، فارتفعت الأصوات تطالب الدولة بالتدخل بكل ما تملك من إمكانيات.
    للتخفيف من معاناة المواطنين الذين لجأ الألوف منهم الى السفارات طلباً للهجرة، وذلك كي يهربوا من الواقع المأساوي الذي يعـــــــــــــيشه البلد حالياً، في ظل انقسام خطير وتوتـــــــــــرات سياسية حادة.
    أمام هذا الواقع المرير الأليم الذي يقضّ المضاجع، ولأن الحاجة صعبة جداً والجوع كافر ومؤذ ولا يطاق، وربما يقود الإنسان الى اليأس وأمور سلبية أخرى كثيرة، فضلاً عن اللجوء الى أفعال تسيء الى الأخلاق العامة وتهــــــــــــدّد الوطن في أمنه وسلامة أبنائه، وهذا مما لا يمكن أي وطني حر وعــــــــــــاقل وشريف وصاحب ضمير حي أن يقبله.
    أمام هذا الواقع، نضم صوتنا الى تلك الأصوات المرتفعة التي تطالب الدولة بالإسراع في إيجاد الحــــــــلول اللازمة وبالسرعة القصوى لمسألة الغلاء المتفاقمة، وذلك قبل فوات الأوان، حيث لا ينفع الندم.