إلى صناع التاريخ اللبناني الحديث
  • روز زياده

    الى كل قابع في دفء غرفته، وأمام نار موقده، ويتسامر مع اقربائه أكتب. كثيراً ما كتبت من دون فائدة ،او اقله من غير فائدة علنية او جواب موجّه بالاسم. مع ذلك أكتب لأقول: «نحن الشعب نعلم، ونعرف، وننتقي ممثلينا عن وعي. لا نسمح بأن نسمى بالقطيع وممثلونا الرعاة، لا نسمح بالتطنيش الحاصل تجاهنا. وصلنا الى مكان مسدود الافق. نحن وأنتم نعيش تفاصيل التاريخ الذي سيدبج بعد... لا أعرف كم من السنوات. هذا التاريخ الذي سيحكم عليكم وعلينا بالجهالة. نحن جهلة لأننا ما زلنا نؤمن بمن انتقيناهم ممثلين عنا لإدارة البلد. وأنتم جهلة لأنكم منقسمون لخدمة مصالح الغير من شرق وغرب. انتم يحوطكم الحراس، ونحن نمشي حسب ما «يفتق» برأس شرطي السير. انشرح صدركم عندما لبينا نداء الحق وأظلم عمرنا عند حائط تشبثكم بالانانية التي خرجت عن مطالبتكم بحقوقنا، وعن تصويب مسار مصالح لبنان وشعب لبنان. اطفال لبنان، وشبابه، وعجائزه. الأصحّاء والمرضى. الذين يعملون وعملهم لا يسد اقل حاجاتهم، والعاطلون من العمل يتضورون جوعاً ويعيشون على الحسنات.
    التاريخ يا سادة مثلما وصف الجوع ايام الحكم العثماني، سيصفه مرة ثانية ويقول: جاع اللبنانيون يوم كان في الحكم فلان وعلّان. لقد افترش اللبنانيون الشوارع في «عز البرد» يوم كانت الدولة والمعارضة وجهاً لوجه، وكما قلت لخدمة مصالح الآخرين.
    اذا كنتم لا تخافون غضبنا! ألن تستحوا في عقر قبوركم يوم يقرأكم الجيل الصاعد والذي سيأتي من بعده؟
    وإذا كنتم لا تستحون، أليس عندكم رب تعبدونه فيهديكم الى خير البلاد والعباد؟
    وإذا حصل وتبرأ منكم هذا المعبود، وحتماً فعل، فستبقى اطماعكم، وسنبقى خارج اهتماماتكم، وسيتحمل الاربعة ملايين انسان (ناقص منهم انتم) ظلمكم الدائم بغضّ النظر عن مقاماتكم التي لا يُسمح بالتصدي لها والتي لا تمس حتى بالاسم، وهي الاكثر إثماً، وستساعدون الكذَبة وتحرقون قلوب الابرياء.
    ـ 2 ـ
    هذا يا سادة مما سيذكره التاريخ عن وجودكم المبجل. فلا تلومن أحداً فهذا ما صنعته ايديكم.



    تعالوا أيها المتعبون

  • آن. م. ندّور

    وكان يوم... من زمن رديء مليء بالحزن والحروب، الفقر والدموع سمعت فيه عذراء من فلسطين صوتاً يقول «السلام عليك يا مريم»...
    وفي يوم من الأيام المشحونة بالفوضى والإرهاق... آن الأوان... لساعة الميلاد...
    وولد السلام... ولد في مغارة صغيرة لا في قصر عظيم... ولد في مزود لا في سرير من الريش... ولد بين الناس البسطاء ولم يولد بين الملوك.
    وعلم أعداء الانسان (بميلاد) السلام... وأدركوا أن عروش الشر الدامية ستتهاوى... علموا أن قصورهم المبنية على الجشع والخيانة ستسقط... وأعمى حب السلطة قلوبهم... فأراقوا الدماء... وسُمع صراخ في كل مكان... وبكت الأمهات على أولادهن وقد زالوا من الوجود...
    وبقي السلام... يناضل بفرح من أجل الحياة... يبتسم للجميع... يمد يديه للجميع... يحاول احتضان الجميع... على الرغم من كل الصفعات... واللكمات... و... الآلام... والخيانات...
    ومرة أخرى بعد كل تلك العصور...
    لا يزال اعداء الانسان يضطهدون اصحاب الحق ويريقون الدماء... دماء الأبرياء
    لا يزال الصراخ في كل مكان...
    لا تزال الامهات تبكين... ولا يزال الحزن يسكن عيون الاطفال...
    ومرة أخرى بعد كل تلك العصور...
    ما زال السلام المولود في المغارة يبتسم للجميع... يمد يديه للجميع... يحاول أن يحتضن الجميع... هاتفاً: «تعالوا إليّ جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم... أنا هو خبز الحياة... أنا هو نور العالم.