كلنا للوطن
  • ليال قانصوه

    لبنانيون، نعشق الحرية ونعبدها كالآلهة ونفتقدها يومياً وعند كل لحظة...
    نتغنى بالاستقـــلال ونشـــــتم العبـــــودية وها نحـــــن مستعبـــــدون حتى العظم...
    وطني حكاية تحكى وأنشـــــــــودة تصـــــــــــدح في الفضاء، سيادة مغتصبة وهي تـــــــنحر على مــــــــرأى ومســــــــمع الكـــــــون، واستقلال كاذب ننعم به احتفالاً.
    نطالب بالوحدة، لكن أين هي وحدتنا؟
    كل على طريقته يتحكم بهذا الزاروب أو تلك الساحة، ويبقى لبنان أشلاء مبعثرة من دون روح ولا حياة، تنفخ بها سيمفونية الألم المتمادي وتعصر فيها قلوب السياديين المتمردين.
    ننشد فعلاً كلنا للوطن للعلى للعلم.
    والوطن والعلى والعلم بعيدون منّا كل البعد، بعيدون من لبنان التاريخ والحضارة.
    بعيدون من لبنان العيش المشترك، لبنان الوحدة...
    ارحموا وطنكم لبنان، ارحموا ذاك المجد والعز المتمثل في أرزه الشامخ، ارحموا تلك الدموع التي ما انفكت تسيل على شهدائها فخراً وفرحاً، ارحموا لبنان وعاش لبنان...
    لبنان باق رغم أنف المتآمرين.



    غربتي

  • إكرام بدري

    سألني دولة الرئيس «كيفك بالغربة؟» ابتسمت له وقلت «في صدري آلام ودموع كالسيول تتساقط، أستعرض أحلامي فأرى جفوني لا تعرف إلاّ أحلامي ودروباً تقتل أحلامي.
    سئمت من الدنيا في حلوها ومرّها، لم يعد هنالك ما يفرحني. ماتت الروح في جسدي ودفنتها في صفاء عمري.
    تراني لا أحيد عن الضياع، وأيامي، أخاف أن تنسيني نضارات الألم لأنني مضغت العتم وسواد الليل، صرت الظل والأوهام». فشكراً لك يا دولة الرئيس، شكراً لتعريتي من وطني.



    الخيارات الصعبة

  • عادل السلمان

    أغلـــــــق التلفاز وهـــــــــو في حالة اشمئزاز من البرامج الصباحية، وتوجه محتاراً إلى غرفة نومه، ليختار ملابسه قبل التوجه إلى عمله.
    فوجىء بأن ألوان ثيابه هي ألوان الأحــــزاب والتـــــيارات عيـــــنها. وهـــــو يكـــــره السياسيين ومعتقداتهم.
    فهو لا يستطيع ارتداء الأبيض، أو الأحمر، أو الأخضر، أو الأصفر، أو الأزرق، وحتى البرتقالي. قرر أن يذهب إلى العمل مرتدياً جوارب سوداء فقط. في طريقه إلى كسب لقمة العيش بين قهقهات الساخرين وشتائمهم، اعترضته دورية من قوى الأمن وطلب منه عـــناصرها مرافـــــقــــتهم إلى المخــــفر للتحقيق.
    تحت الضــــــــرب أقر بأنه عار لأنه لا يــــــــوافق أي حـــــــــــزب أو تيار، بل إنه يكرههم لأنهم صـــــــــادروا كل الألــــــــــوان التي يمكن المرء اختيار ثيابه من بينها.
    عندما سُئِلَ عن الجوارب السوداء أجاب: «إنني أنعى شخصاً على فراش الموت... أطلقوا عليه الرصاص عام 1975 ولم يكفوا عن إطلاق النار حتى 1990، وجلسوا يشاهدونه ينزف حتى اليوم وإن لم يضمدوا جراحه سيصبح في خبر كان».
    تعالوا ننقذ هذا الذي ينزف قبل فوات الأوان.