اعتذار
  • حمزة الخنسا

    فجأة من دون سابق إنذار، وقبل أن أهيّئ نفسي للوضع الجديد قرر «تيار المستقبل» أنني من مشاغبي «ميليشيا حزب الله».
    «طنّت» مذيعات تلفزيون «المستقبل» و«رنّت» مع كل تكرار لاسمي وتحوّلتُ بين ليلة وضحاها إلى نجم تلفزيوني «مستقبلي» و«حزب الله» مشاغب. وتعب هاتفي المحمول من الرنين وانهالت عليّ النصائح بعدم الذهاب والإياب منفرداً من دون مرافقة. «هذا قدر النجوم» قلت لنفسي، وخصوصاً أن حياة النجوم أعجبتني كثيراً لولا بعض الاتصالات المجهولة المصدر التي تكيل لي «ولمن ورائي» التهديد والوعيد والقتل وحتى الخطف. حمل ثقيل، فأنا «الميليشياوي» لم أعتد حياة النجوم تلك، ولا التهديد والوعيد. ولم أخش يوماً من قناص يرديني قتيلاً في غفلة من أمري. المفروض أني ميليشياوي يهدد ويقتل ويخطف، ولذلك قررت الاعتذار...
    نعم الاعتذار، ولكن ليس من المستقبل المجهول فلا قيمة للمجهول، بل كل القيمة للتاريخ الناصع والحاضر المشرّف. لن أعتذر من «طالب جامعي» أرسل ليبصق في وجهي لمجرد أنني ألبس الأسود بينما هو «أزرق سماوي». بل أعتذر من عدنان شمص وحسن مرتضى وخليل شومان ومحمد غازي وكل الجرحى. لم أكن أعرف أنني كنت الحلقة الأضعف فيما تم استفزازي وأطلقت أيدي القناصة المنتشرين على سطوح الطريق الجديدة لتستهدفكم. أقول عفواً للزميلات والأخوات اللواتي ضُربن بشراسة من جانب أشاوسة المستقبل لأننا نسينا أن ثقافة الشاي في مرجعيون لا تعرف من النخوة والعروبة سوى بترولها الأسود. أقول عفواً لأننا أخطأنا عندما اعتقدنا أن رجل الأمن في الجامعة (الحاج) سوف يعتبركن بناتاً أو أخواتاً له.
    الاعتذار الأخير إلى «حزب الله» المستهدف في كل ما حيك ويحاك في سفارات وقصور أصدقاء العرب وعدو العروبة في لبنان.
    أنا متهم بالانتماء إلى ميليشيا ذلّت اسرائيل، وهذا شرف أتمنى لو أدّعيه، وخاصة عندما تطلقه عليّ ميليشيا تمدحها اسرائيل.

    كفانا

  • رلى فريد الحلو

    يدفع لبنان الثمن من جديد في ساحات طريق الجديدة وجديدة المتن فتتصدع المآذن وتهتز أجراس الكنائس. ويا ليتكم تسمعون أيها اللبنانيون وتستيقظ نفوسكم هاربين من قطيع يختبئ فيه الذئب. ليتكم تعون حقيقة ما يجري، فقد انتحرت فيكم المقدرة والعزيمة، خنقتكم الأنانية والنرجسية. أقول لكم يا إخوتي إن كل من نزل إلى الشارع أو من يخطط للنزول من جديد لا يستحق أن يحمل الجنسية اللبنانية ولا أن يكون لبنانياً منذ أكثر من عشر سنوات، بل هو يريد أن يتلبنن بسواد المدافع واحمرار عجقة الدواليب وزحمة السيارت المحترقة، وبذلك يترمد بالجهل ويدفن لبنان في توابيت الجهل والعنف. كفانا يا شربل ويا حسن، كفانا يا ريتا ويا فاطمة، كفانا يا طارق ويا نضال، كفانا لأنكم لبنانيون ولبنانيات، وأنا أنا لبنانية.

    وردة ورصاصة!


  • عبير هشام خليفة

    ارسم وردة عندما تغضب
    انظر إليها،
    المس شوكها الوهميّ
    قدّر بشاعة الدّم
    تصوّر نهاية العصبيّة بدم مسفوك
    شكّل كلّ هذا الهدر في لوحة
    جسّد زعيمكَ جانباً. . .
    اتركهُ على الهامش واسأل:
    هل زعيمك بحجم ِ هذه التضحية؟
    فكّر بماذا تؤمن؟
    قارن ووازن الأمور،
    لا تساوم على العقيدة
    ولا تلجأ لسكّين،
    لا تطعن الحقّ
    ولا تقتل،
    لا تقرب الباطل
    ولا تصمت،
    لا تقاوم أخاك
    لا ترضخ لعدوّك
    تسلّح بوردة وبندقيّة،
    وردة لصديق . .
    ورصاصة تودي بالعدوّ نحوَ الحضيض.