1 كانون الأول...عباس المعلم

مع شروق فجر 1 كانون الأول يبدأ تاريخ لبنان الجديد لبنان الكرامة والعزة والعيش المشترك، الواحد من كانون الأول سيكتب على قمم جبال لبنان الشامخة، سيكتبه الأرز بحروف وطنية جامعة تحلم بخلاص لبنان، وإقامة دولة لبنان الحرة السيدة المستقلة، دولة تعتنق ثقافة المقاومة والدفاع عن الأرض، دولة مكللة بالإباء والعنفوان. نعم سيكون هذا اليوم التاريخي الذي جمع ملايين اللبنانيين الأحرار، نقطة البداية نحو تحقيق حلم اللبنانيين، نحو الوصول الى الحقيقة المرجوة، سيكون منطلق قطار التغيير المنتظر، حيث يحاسب السارق والمجرم وكل من تسوّل له نفسه اغتصاب حقوق الوطن والمواطن، لن تعود عقارب الساعة الى الوراء، لن تعود حقبة الفساد والمفسدين والمتواطئين على حماة الوطن وأسياد الوطنية، ستشرق شمس الحرية، شمس الشهداء الذين أعزّوا بدمائهم الطاهرة الوطن والأمة، شمس المدافعين عن السيادة والقرار الحر، لن يكون بعد اليوم وجود لقوى تسيطر على الدولة وتتجاوز الدستور والمسلمات خدمة لمصالحها الخاصة. حقاً سيكون هذا اليوم نقطة التحول الكبرى في حياة اللبنانيين المتعطشين الى حكومة ودولة نظيفة تحمي حقوقهم وتسهر على أمنهم وسلامتهم وتحمي حرية تعبيرهم، دولة لا مكان للوصاية فيها ولا مكان لسلاطين السفارات فيها، سيقول الشعب كلمته من دون خوف ولا وجل، سيصرخ صرخة مدوية بوجه من يستأثر بحكم البلاد ويرتهن للخارج، صرخة كلنا للوطن والوحدة الوطنية الحقيقة، لا الوحدة الشكلية المبنية على المصالح وتقسيم مقدرات الشعب اللبناني غنائم لمصالحهم الآنية.
نعم ستشكل صرخة الملايين نداء مفتوحاً لكل اللبنانيين الأحرار المخلصين لوطنهم السيد الحر، من أجل المشاركة في صناعة التغيير المنتظر منذ عقود، من وسط بيروت سترفع راية الحق والحقيقة بوجه أزلام وعملاء الوصاية الذين أغرقوا البلاد فساداً وقتلاً وإجراماً، فهلمّوا أيها الوطنيون الأحرار لنسقط حكومة الظلام حكومة التواطؤ والتخاذل والإذعان للوصاية الأميركية.
معاً أيها الوطنيون لنجعل هذا اليوم العظيم يوماً لوأد الفتنة والتقسيم ورفض التهويل، وجعله يوم الوحدة والتوحّد بين كل أطياف الشعب اللبناني من أجل أن يحيا الوطن بأبنائه مسلمين ومسيحيين، محطمين الحواجز الوهمية المصطنعة التي لن يكون لها وجود بعد اليوم...


إننا نحيا بقليلٍ من الموت
عبير هشام خليفة

ما زالوا يجهلون على الرغم من الفشل الذريع الذي يتستّرون عليه بفشل أكبر كلّ مرة، ما زالوا يُعلقون أوهام مؤثراتهم المتخيّلة على شعبٍ عجنهُ التاريخ بالمرّ فصبر وعرفَ أن الصمود هو الحلّ الوحيد!
أدخلونا في أزمة هويّة لنتوهَ، ونتساءل من نحن؟
أين نحن من العالم العربيّ والشرق الأوسط بشكل عام
حتى غدت أفواه كثيرة تتشكك حتى في انتمائنا التاريخي للعروبة والقوميّة وفي حقيقتنا وموقعنا كطرف داخلَ الصراع العربي الإسرائيلي، إذ صار ذكر هذا العدو محصوراً بفئة تتحمّل عدوانيته وهمجيته والأخرى واقفة على هامش المصالح تنادي بالسّياحة والاستثمارات والموتى على الطرق!!
إنها أمّ تبكي ابنها على رصيف في جنوبنا
أو في ضواحي بيروت الحزينة،
أمّ تريد أن تنتقم لدم عزيزها،
تريد أن يُهان من قتل ذاكَ النور الذي حييت لأجله،
بينما سياسة حكومة قائمة على مُسايسة العدو الخاسر فعلياً.
وبكاءٌ ودموع ونحيب على أرواح من لم يمت بعد!
شيء مزرٍ،
وعار كبير بحقّ السّياسة،
فأولئك البكّاؤون الذين يستعطون المال من صمودنا وحزننا ومقاومتنا وثباتنا ودمائنا وأولادنا هم الوجه المعاكس لعملة العروبة،
وجهٌ لا يشتريهِ أحد،
لا يعرف ما الطينة التي نتكوّن منها،
إننا أبناء جبل عامل،
إننا ضمير هذا الوطن الذي رفعهُ السّيد موسى الصّدر فأحيا بهِ ثباتنا!
لن نسهو أو نقبل بالمواتِ بعد الآن!
فاحذرونا نحن الغيث الذي سيروي عطش الأمة سواء قبلتم أو لا!!!