الهوية ليست سوى الوجه الآخر للذات، هو وجهها الذي يحدد أصولها ونشأتها وصيرورتها، وصولاً إلى تطلعاتها المستقبلية.. فالهوية ذات جماعية، بمقدار ما هي الذات هوية فردية.والذات لا تكون ما لم يكن لديها انتماء يشكل الحاضن الذي يضمها إلى الآخر ـــ الشبيه ويفصلها عن المغاير ـــ المختلف، حيث تأخذ الهوية شكلها وديمومتها ممّا ينتجه هذا الحاضن من عناصر ثقافية وجغرافية وتربوية وتاريخية وسياسية ودينية و... وانطلاقاً من قراءة النموذج اللبناني من حيث هو كيان متعدّد المكوّنات، ثمة من يرى أن الأزمات المتتالية التي يشهدها لبنان ليست سوى انعكاس لأزمة هوية بين أطراف تتفاوت رؤيتهم إلى الامتداد الذي يجب أن ينتمي إليه لبنان، لكنهم يعبّرون عن هذه الأزمة بأدوات وموضوعات سياسية واجتماعية و...