إعداد علي شهاب
رداً على دراسة هارفارد عن «اللوبي الصهيوني»

تجاوز مارتين كرامر، مدير معهد «موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا» التابع لجامعة تل أبيب، والباحث في معهد «شاليم للدراسات الدولية والشرق أوسطية» في القدس المحتلة، خطوطاً كانت تُعتبر الى ما قبل الثاني عشر من تموز، تاريخ العدوان الاسرائيلي على لبنان، حمراء، بتطرّقه إلى جوهر العلاقة الاميركية ــ الاسرائيلية وأصلها. ويفتح كرامر، الأستاذ في جامعات شيكاغو وكورنيل وجورج تاون، باب النقاش على مصراعيه، محدثاً عاصفة شبيهة بتلك التي خلّفتها دراسة «هارفارد» عن «اللوبي الاسرائيلي: اسرائيل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة». كرامر يعارض هذه الدراسة لكونها تنسب إلى اللوبي الاسرائيلي ما يفوق دوره، ويرى أن «محافظة اسرائيل على الدعم الاميركي دونه ثمن: المستوى الأعلى من التحضير العسكري والقرار السياسي، وتبديد أي شك أميركي بقدرة اسرائيل على إبقاء جيرانها ضمن المسار المحدد».
ويعترف كرامر ضمناً بنجاح استراتيجيا «مقاومة» حزب الله الذي تفوّق على «زبائن الولايات المتحدة العرب الذين وقّعوا اتفاقات سلام للحفاظ على أراضيهم»، وأحرج موقعها، ويرى كرامر أن على اسرائيل كي تبقى «مصدر قوة استراتيجية أن تربح الحروب».
الدراسة التي تنشر «الأخبار» مقتطفاتها الأبرز، سبق أن نشرتها مؤسسة «أزوري» التي، منذ تأسيسها في عام 1996، تقدّم لإسرائيل «أفضل الأفكار»، وأعاد نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
الدراسة:
قلّما نسأل أنفسنا ما اذا كانت اسرائيل مصدر فائدة بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية. نرى دائماً رؤساء أميركيين يشددون على أهمية العلاقة مع إسرائيل. وفي استطلاعات الرأي يحظى التعاطف مع اسرائيل على نسب عالية بعكس الفلسطينيين. لماذا يجب علينا حتى طرح سؤال ما اذا كانت اسرائيل مصدر فائدة للولايات المتحدة؟ أليس الجواب واضحاً؟
إنَّ معظم أنصار اسرائيل يقدمون سببين جوهريين لتبرير الدعم الاميركي لإسرائيل، الأول هو الالتزام الأخلاقي مع الشعب اليهودي، المرتكز على الهولوكست والتاريخ: هذه حجة قوية، ولكن ليس واضحاً أنها تعني ان اسرائيل هي مصدر فائدة للولايات المتحدة. مع مرور الزمن يتجه هذا الالتزام نحو الضمور.
السبب الثاني الذي يقدمه أنصار اسرائيل هو أنها دولة ديموقراطية، بل مصدر للديموقراطية، في جزء مظلم من العالم.
ولكن في الواقع هناك الكثير من الدول غير الديموقراطية الحليفة للولايات المتحدة، وتعود بالفائدة عليها أيضاً. الحكم الملكي في السعودية مصدر نفع للولايات المتحدة، لأنه يوفّر تدفق النفط بأسعار معقولة: هذه مصلحة أميركية. في المقابل السلطة الفلسطينية وإيران، اللتان لديهما ممارسات ديموقراطية أكثر بأشواط من السعودية، تشكلان مآزق بالنسبة إلى الولايات المتحدة، بسبب وجود «حماس» وأحمدي نجاد المنتخبين شرعياً. واقع ان اسرائيل ديموقراطية ليس دليلاً كافياً على المصلحة الأميركية.
النقاش في الديموقراطية الاسرائيلية والهولوكوست لا مكان له في أوساط غالبية المجتمع الأميركي. وهناك شريحة واسعة، تمثّل المسيحيين الإنجيليين، الذين لا يحتاجون إلى أي دليل، فإسرائيل بالنسبة إليهم تمثّل مخططاً إلهياً، وهم يدعمونها من منطلق عقائدي.
لكن هناك دائماً رأياً لشريحة واسعة في الغرب تمثّل النخبة، وتضم محللين وأكاديميين وصحافيين، وهم يميلون الى التشكيك في رأي الأغلبية.
في شهر آذار الماضي، أخضع أستاذان جامعيان أميركيان العلاقة الاميركية ــ الاسرائيلية لتدقيق تشكيكي. وضع جون ميرشايمر وستيفن والت دراسة بعنوان «اللوبي الاسرائيلي: اسرائيل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة». سبّبت الدراسة عاصفة.
ينتمي ميرشايمر ووالت الى المدرسة الواقعية. والواقعية هي مقاربة تعزل السياسة الخارجية عن الاعتبارات الأخلاقية والعرقية والتاريخية وجماعات الضغط الاقتصادية، وتؤمن بالمصلحة الوطنية فقط.
الواقعيون يخرجون بسياسات هدفها أمر واحد فقط: الولايات المتحدة الأميركية.
استنتج ميرشايمر ووالت ما يلي: «الدعم الاميركي لاسرائيل يؤدي الى الكره العربي والاسلامي للولايات المتحدة، ويولّد هذا الكره الإرهاب. المصلحة الاميركية في الشرق الأوسط هي التعاون مع العرب والمسلمين الذي يكرهون اسرائيل. وكلما خفّضت الولايات المتحدة من دعمها لخمسة ملايين يهودي، زاد عدد وكلائها بين أكثر من مليار مسلم. الأمر الوحيد الذي منع الولايات المتحدة من رؤية هذه الحقيقة هو اللوبي الاسرائيلي الذي يعمل من خلال عدة أشكال كاللجنة الأميركية الاسرائيلية للشؤون العامة (إيباك) ومعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى».
ومع أن أطروحة ميرشايمر ووالت ليست بجديدة، سرعان ما لاقت ردوداً غاضبة. ومعظم الردود كررت السببين اللذين ذكرتهما في البداية: اسرائيل التزام أخلاقي بالنسبة إلى الغرب، واسرائيل ديموقراطية.
لندع القيم الديموقراطية جانباً ونطرح سؤالاً بسيطاً: هل اسرائيل منفعة استراتيجية للولايات المتحدة؟
جوابي هو ان الدعم الاميركي لاسرائيل ليس نتيجة عقدة الهولوكوست ولا القيم الديموقراطية المشتركة، وليس صناعة اللوبي الاسرائيلي.
الدعم الاميركي لاسرائيل يعزز الوجود الاميركي شرقي المتوسط.
لقد أجبر الدعم الاميركي لاسرائيل العرب على الدخول في المدار الأميركي.
من وجهة نظر واقعية، دعم اسرائيل يمثّل ثمناً زهيداً للحفاظ على النظام في الشرق الأوسط بإدارة الولايات المتحدة، ومن دون أي وجود عسكري أميركي في المنطقة: إنه ببساطة التحالف المثالي الواقعي.
في المقابل، نشأت المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة في الخليج الفارسي بسبب عدم وجود حليف مماثل لاسرائيل. وبالتالي على واشنطن نشر قواتها بأعداد كبيرة في هذه المنطقة. وبما ان لا أحد في الخليج يعتقد بقدرة الولايات المتحدة على الإبقاء على وجودها مع مرور الزمن، يظل الخليج مصدراً لبروز شخصيات تتحدى أميركا بدءاً بالخميني الى صدام فأحمدي نجاد وبن لادن. على الولايات المتحدة مواجهتهم، ليس لمصلحة اسرائيل، بل للحفاظ على أعظم احتياطي نفطي في العالم بعيداً من متناول أسوأ أعداء الغرب.
اسمحوا لي بتعزيز الخلاصة التي توصلت إليها بإشارة مختصرة مستمدة من تاريخ العلاقة الاسرائيلية الاميركية. بين عامي 1948 و1967، التزمت الولايات المتحدة سياسة عامة في الشرق الأوسط. اعترفت بإسرائيل في عام 1948، ولكنها لم تفعل الكثير لمساعدتها على الدفاع عن نفسها في مواجهة الأنظمة الملكية العربية وشيوخ النفط والشارع العربي.
كان العرب يظنون أن في إمكانهم إزالة اسرائيل من خلال الحرب. فوقعت حروب الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973.
لم تكن الولايات المتحدة قادرة على منع هذه الحروب. واقتصرت دبلوماسيتها على وقف الحرب بعد أن تكون (أطراف الحرب) قد استنفدت طاقاتها.
فقط في حزيران من عام 1967، حين انتصرت اسرائيل على ثلاثة من جيرانها، بدأت الولايات المتحدة برؤية اسرائيل في شكل مختلف، على أنها قوة عسكرية على يمينها. وأدت الحرب العربية ــ الاسرائيلية، التي وقعت في تشرين من عام 1973، الى إقناع الولايات المتحدة في شكل أكبر بقدرة اسرائيل. عندها بدأت الولايات المتحدة ترى فعلاً في اسرائيل حليفاً استراتيجياً ممكناً. بدت اسرائيل أقوى الحصون والأكثر تأثيراً في مواجهة المد السوفياتي في الشرق الأوسط.
كان لحرب عام 1973 تأثيرٌ آخر في الولايات المتحدة. قبل ذلك التاريخ، لم تكن الحروب الاسرائيلية العربية تهدد تدفق النفط، ولكن هذه الحرب أدت الى حظر عربي للنفط، وأي حرب أخرى من شأنها التسبب بنتائج أسوأ، لذا عمدت الولايات المتحدة الى حل هذه المسألة بواسطة «ترتيب أمني».
قضى الحل الاميركي بأن ييأس العرب من هزيمة اسرائيل من خلال إظهار دعم قوي لها. وهكذا جذبت الولايات المتحدة اسرائيل بالكامل الى مدارها وجعلت منها زبوناً تابعاً من خلال السلاح والمعونات. نجحت هذه الاستراتيجيا، وأقنع توسيع الدعم الاميركي لاسرائيل مصر بتبديل المعسكر وترك الحلف السوفياتي، ما أدى الى انتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة في الشرق الأوسط.
منذ عام 1973، لم يبدأ العرب بإدراك ان اسرائيل قوة فقط، بل ان الولايات المتحدة تقف خلفها بالكامل.
وفي الخلاصة لم تحصل أي حرب أخرى بين العرب واسرائيل. وتحررت جبهة الشرق الأوسط من الأزمات التي تستدعي تدخلاً اميركياً مباشراً. كل هذا نتيجة الدعم الاميركي لاسرائيل. دعم بدا مطلقاً الى درجة ان العرب يئسوا من الالتفاف عليه.
الدعم الاميركي لاسرائيل عزّز أيضاً الموقع الاميركي، باعتباره القوة الوحيدة، في نظر العرب، القادرة على إقناع اسرائيل بالتخلي عن أراض احتلتها منذ عام 1967.
في مفارقة لافتة، الولايات المتحدة كانت المستفيد الأساسي من الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية: الزعماء العرب الذين يودّون استعادة أراضيهم يجب ان ينجحوا في الاختبار الاميركي. وعندما يجتازون الامتحان، ستكافئهم الولايات المتحدة، والنتيجة شبكة واسعة من الاتفاقات التي تدعم موقف الولايات المتحدة.
إذا ما قارنّا الوضع بين الشرق الاوسط والخليج الفارسي، حيث حلفاء اميركا ضعفاء، نجد ان الولايات المتحدة اضُطرت الى التدخل مرات عدة عسكرياً. وبغياب حليف قوي في هذه المنطقة كان عليها ان تنشر جنودها مرات عدة (كما حصل في حرب الخليج).
حصل ذلك بسبب عدم وجود اسرائيل ثانية في الخليج حيث لا يوجد حلفاء حقيقيون للولايات المتحدة. لديها فقط دول تابعة يعتمد دفاعها على استنزاف الموارد الاميركية.
في المقابل، بالنسبة إلى الولايات المتحدة، تبدو اسرائيل حليفاً عسكرياً واقتصادياً يحافظ على حالة التوازن في الشرق الأوسط.
وعلى الولايات المتحدة الابقاء على هذا التوازن من خلال المعونات العسكرية، والمبادرات الدبلوماسية.
هناك نقاش في ان الدعم الاميركي لاسرائيل سبّب مشاعر العداء الشعبي، ويدفع في اتجاه الانضمام الى تنظيم القاعدة. لا أعرف أي خبير محايد في شؤون الارهاب يشترك في هذه الفكرة. فإسرائيل موجودة منذ أكثر من ستين سنة، وهي تواجه دائماً الارهاب. ولكن لم يحدث أن نشأت جماعة إرهابية واحدة تعهدت بالهجوم على الولايات المتحدة من أجل دعمها اسرائيل فقط. بزغ فجر الإرهابيين الذي قتلوا أميركيين بعدما وسّعت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في الخليج. وولدت «القاعدة» بعد الانتشار الاميركي في السعودية. وحتى عندما يذكر قياديو «القاعدة» وعناصرها فلسطين، فهم يذكرونها على أنها واحدة من بين مظالم عديدة، أهمها الدعم الاميركي للأنظمة العربية الفاشية، واليوم الوجود الاميركي في العراق.
وبالحديث عن العراق، نحن نعارض الجدل الذي يعتبر ان الولايات المتحدة ذهبت الى الحرب من أجل اسرائيل واللوبي الاسرائيلي.
هذا الجدل ببساطة كذب، وليس له أي أساس من الصحة.
في السنة التي سبقت حرب العراق، جادلت اسرائيل في كون إيران تشكل الخطر الأكبر. صحيح ان اسرائيل لم تذرف الدموع على زوال نظام صدام، وقدمت الدعم الكامل لحكومة بوش. ولكن المزاعم أن الولايات المتحدة شنّت حرب العراق لمصلحة اسرائيل هو خيال محض.
كذلك، الافتراض ان اسرائيل مهددة من القدرات النووية الايرانية، هو افتراض غبي. صحيح ان ايران هددت اسرائيل. ولكنه ليس التهديد الاول من نوعه. صدام هدد اسرائيل ولكنه اجتاح الكويت الضعيفة، «هدفه الحقيقي كان الوقوف فوق نفط الخليج».
طموح إيران الاول: انتزاع الخليج الفارسي من السيطرة الاميركية.
إن تحوُّل ايران، الدولة صاحبة المخزون النفطي الأول في العالم، الى دولة نووية، يتيح لها إدارة الأزمات ساعة تريد. تستطيع ايران ملء خزائنها بإثارة أزمة نووية من دون حتى الحاجة الى اجتياح أي بلد أو استخدام سلاح نووي. فإيران تحصل على أكثر من ثمانين في المئة من موازنتها من مردود عائداتها النفطية. وكل ارتفاع بقيمة دولار واحد لبرميل النفط سيعني زيادة مليار دولار على الخزانة الايرانية. من شأن ايران نووية إثارة الأعصاب برفع سعر البرميل الواحد الى مئة دولار. أيضاً، من شأن ايران نووية أن تكون كابوساً واقعياً، لأنها قد تدفع بدول عربية والسعوديين الى سلوك الدرب النووي. اسرائيل تملك رادعاً نووياً. ولكن السعودية لا تملك. قد تضطر الولايات المتحدة الى وضع السعودية تحت مظلتها النووية لمنعها من السعي وراء امتلاك هذه القدرة. وقد تضطر الولايات المتحدة الى توسيع حلف شمالي الأطلسي كي يضم الدول العربية التابعة لها، بعد إعطائهم الوعود بالدفاع عنهم.
إذا لم تتصرف الولايات المتحدة بهذه الطريقة، فإن تحول الخليج بالكامل الى منطقة نووية سيكون مسألة وقت فقط.
أرى في دراسة ميرشايمر ووالت خيانة للمدرسة الواقعية التي يدّعي الكاتبان أنهما ينتميان إليها. هما يحثّان على «استخدام القوة من أجل إنجاز السلام بين العرب واسرائيل». هل هذه واقعية، أم رومنسية؟
ان السعي الأعمى وراء «السلام فقط» يشكل عنصر عدم استقرار يضرّ بالمصالح الاميركية. يجب ان يكون هدف السياسة الاميركية إقامة سلام اميركي، يخدم المصالح الاميركية لا «مزاعم العدالة».
كذلك، فإن المستفيدَين الأساسيين من الاستراتيجيا الاسرائيلية هما حزب الله وحماس، اللذان يشكلان القوة الضاربة في وجه المشروع الاميركي في المنطقة. صحيح ان الترويج للديموقراطية الاميركية كان مسؤولاً عن صعود أسهم جماعات كهذه، ولكن تخلّي اسرائيل عن أراضٍ، من خارج جدول الأعمال الاميركي، حدَّ من الدبلوماسية الاميركية. لقد جعلت اسرائيل حزب الله وحماس، اللذين يزعمان الاستيلاء على أراض عبر «المقاومة»، يبدوان أقوى من زبائن أميركا العرب الذين وقّعوا اتفاقات سلام للمحافظة على أراضيهم.
إذا أرادت اسرائيل المحافظة على موقعها، يجب ان تكون التنازلات التي تقدمها مصنوعة في واشنطن. وكي تبقى اسرائيل مصدر قوة استراتيجية، عليها ان تفوز في الحروب، لأن اهتزاز القوة والبراعة العسكريتين الاسرائيليتين لن ينال من قوة الردع في نظر محيطها فحسب، بل يمكن ان يغيّر في النظرة الاميركية الى اسرائيل كونها معدِّل كفّة الميزان في المنطقة.
إنَّ أداء اسرائيل، الذي افتقر الى البريق في معركتها الأخيرة مع حزب الله في صيف عام 2006، ترك العديد من المعجبين بها في واشنطن في حالة من اليأس والقلق. تدرك الولايات المتحدة معنى قوة «المقاومة»، بعدما مزّق المسلحون خططها في العراق، ولكنها توقعت من اسرائيل المزيد من القتال في وجه خصم من المفترض أنها تعرفه جيداً في فنائها الخلفي.
على اسرائيل ان تبدأ بإصلاح الأخطاء، والمحافظة على الدعم الاميركي دونه ثمن: المستوى الأعلى من التحضير العسكري والقرار السياسي، من دون ترك أي مجال في واشنطن للشك بقدرة إسرائيل على إبقاء جيرانها ضمن المسار المحدد. تستند العلاقة الاميركية الاسرائيلية إلى إرادة اسرائيل في دفع هذا الثمن. ولا يقدر أي لوبي، مهما كان مؤثّراً، على الحد من الأضرار اذا ما استنتجت الولايات المتحدة ان اسرائيل تعاني ضعفاً دائماً وهيكلياً.
فيما العديد من العرب توصّلوا بسرعة الى هذا الاستنتاج بعد حرب تموز، الأميركيون لم يفعلوا.