«الجسم اللبّيس»فؤاد نور الدين

عبّرت مقالة «قحباء يا مروان» لزياد الرحباني، عن بعض ما يجول في نفوس شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين باتوا لا يرون في الفريق الحاكم إلا جوقة من الشتّامين على شاكلة إعلامهم، الذي يقتات من التحريض الرخيص. لكني لا أعتقد ان مروان حمادة وزير الاتصالات سيتأثر، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هو ماذا عن ذاك «المغوار» الذي خرج على اللبنانيين، أمام مجلس الوزراء ليتحدث عن «الجسم اللبّيس»، كيف يمكن اللبنانيين ان يأمنوا من هذا الاستهتار بذاكرتهم التي ما زالت تعيش أهوال الحرب ومآسيها.
الأرجح ان هذا التهويل الذي يقوم به أفراد الفريق السياسي الحاكم، سوف يقودنا الى مخاطر عالية الكلفة، ولأن الأمر كذلك فما على اللبنانيين إلا الحذر، فالجنون الذي خبرنا سابقاً نتائجه، ليس ببعيد عن الرؤوس الحامية، وصاحب «الجسم اللبّيس»، قد أفصح عن بعض ما لديه.



الحسم المطلوب
رولا ناصر أيوب

الانقسام الكبير الذي يثقل على البلد، يدفع إلى القول ان «الشباطيون» ماضون في ما رسم لهم من مخططات، وها هم في سبيل تحقيق مسعاهم يحاولون الاستيلاء على كل مقدرات البلد، فيما المنتصرون على العدو يقاومون لكسر الهيمنة التي تهدد مصالح الشعب، عبر السعي الى تأليف حكومة وحدة وطنية. ان الأكثرية، وكيفما تلفّتوا يميناً أو يساراً يطلقون التهديدات ويرفعون من مبررات الخشية لدى اللبنانيين الذين يحتاجون الى أن يبرؤوا من آثار العدوان الاميركي الاسرائيلي.
لماذا رفض التهدئة، لماذا رفض التوافق الوطني، ومن يدعم هذا الرفض؟ من المستفيد من افتعال الفتنة داخل الوطن؟ الواضح ان الولايات المتحدة الاميركية هي التي تعمل على إيجاد النزاعات بين اللبنانيين كرمى عيون اسرائيل.
أميركا هي المستفيد الأوحد من إضعاف مناعة البلد، عبر إغراق قواه الحية في نزاعات داخلية، وتدل حرب تموز التي اعتبرتها الولايات المتحدة عملية «ولادة شرق أوسط جديد»، على أن المصلحة الاسرائيلية هي فـي سلم أولويات الأجندة الاميركية.
ان الــــــــبـــــــلد يعيش على مفترق صعب يهدد بإطاحة المنجز اللبناني الذي حققه الصمود العسكري الأسطوري، ما يستدعي من القوى صاحبة الإنجاز ان تكـفّ عن سياسات المراضاة، وخصوصاً ان أفراد الفريق الأكــــــــثري لن يتراجعوا عن الأدوار التي نذروا أنفسهم لها، وهي أدوار لن تقبل بأقل من جعل لبنان جزءاً من المحور الاميركي. الحسم هو المطلوب.



لتثُر...
عبير هشام خليفة

لتثُر
عليكَ ألا تجزع
عليكَ فقط أن تعتقد،
أن تخرّبَ الأوهامَ والسّراب،
أن تلتقط الدمّ المهدور،
أن تعيدَ العطرَ إلى الأيّام.
لتحبّ،
عليكَ ألا تفكر،
عليكَ فقط أن تستسلمَ لإرادة حلم،
أن تنهضَ كبعثِ الماءِ المنفجر من الصخر،
رائعاً، خالياً من الأسى،
وتتوجّه نحوَ الصفاء،
نحو ابتساماتٍ ضاحكة،
وأصواتٍ مرتفعة،
صامتة كالملائكة،
مرافقة لترنيماتِ أثير لا يغفو!
لتقطف وردةً جوريّة...
عليكَ أن تفكر،
عليكَ تصوّر جمود اللون الأحمر...
انحناء العطر أمامَ النور..
سماع صوت الحياة يَفنى..
تذكّر الشخص الآخر،
مقارَبَته من نفسك،
مَدَى استحقاقِهِ لموتِ عِطر يولد!