رهيف فياض *
تحت عنوان «حلب بين التراث والمعاصرة» تستضيف مدينة «حلب» السورية، بين الرابع عشر والسادس عشر من تشرين الثاني الجاري، المؤتمر الرابع لـ «هيئة المعماريين العرب».
يشارك في المؤتمر نحو خمسمئة وخمسين معمارياً وباحثاً. النص التالي يعرض المحاور التي ستناقش خلال أيام المؤتمر


I
قامت هيئة "المعماريين العرب" في الدورات الثلاث السابقة بعدة نشاطات أبرزها مؤتمراتها العلمية الدورية، التي حدَّدها عنوان عريض هو: مدنٌ عربية.
ـ كان عنوان المؤتمر الأول الذي عقد في بيروت في العام 1999، "القدس الآن، المدينة، والناس، تحديات مستمرة". واسباب اختيار القدس موضوعاً للمؤتمر آنذاك، كانت واضحة. وهي لا تزال قائمة إلى الآن. ففلسطين محتلة كلها، وشعبها يتعرض للذبح الوحشي كل يوم في الضفة وفي غزَّة خاصة، والقدس عاصمتها ورمزها مهدَّدة بالتهويد الكامل، وناسها محاصرون. إلا أنهم مقاومون، يواجهون بصلابة كل أصناف التحديات. وكان المؤتمر الوسيلة الفضلى تعتمدها "هيئة المعماريين العرب"، لفضح مخططات الاحتلال الإستيطاني الصهيوني حيال المدينة الرمز، ولإبراز نضال ناسها الصلب، لاحباط هذه المخططات بكل الوسائل، حفاظاً على المدينة، وعلى مكانتها العمرانية، والرمزية، والروحية، في فلسطين، وفي الوطن العربي، وفي العالم الإسلامي. وقد صدرت وثائق المؤتمر في العام 2000 في بيروت، في كتاب أنيق جميل.
وحرب الإبادة المتصاعدة التي تشنها اسرائيل اليوم على شعب فلسطين ومقاومته، ما هي إلا فصل من فصول نهجها المستمر لتصفية كل مقاومة صلبة تقوم على الأرض العربية. ففي تموز الماضي، تصدّى شعب لبنان ومقاومته، للحرب الأميركية عليه. فقاتل المقاومون اللبنانيون الأبطال، طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً، وأوقفوا الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة، وأرغموها على الإنسحاب، دون أن تحقق أيا من أهدافها، رغم ملايين القذائف والقنابل، الذكية، والعنقودية، والفوسفورية، والمشعة، التي انهمرت علينا مطراً صيفياً حارقاً ومدمراً. وربما عملت "هيئة المعماريين العرب" على تنظيم نشاط تضامني رمزي مع لبنان ومقاومته ومع فلسطين، تعقد في الضاحية الجنوبية أو في بنت جبيل أو في الخيام، أو في خيمة كبيرة فوق دمار عيتا الشعب، عند الحدود مع العدو.
ـ أما المؤتمر الثاني، الذي عقد في ليبيا في العام 2001، فقد بقي في السياق ذاته سياق "مدن عربية " إلا أنه عالج موضوعة " المعايير التخطيطية للمدن العربية " . وقد صدرت وثائقه أيضاً في كتاب في طرابلس في الجماهيرية الليبية، في العام 2001 .
ـ أما المؤتمر الثالث، الذي عقـد في صنعاء، في العام 2004، فقد عاد إلى السياق العـام سياق "مدن عربية " بشكل أكثر وضوحاً، إذ كان عنوانه، "صنعاء، عراقة مدينة". وفي العنوان أهداف المؤتمر كلها. وأهمها، تعريف المعمار العربي بالعمارة اليمنية، من خلال دراسة النسيج العمراني لمدينة صنعاء القديمة، وإبراز دور هذا النسيج، في الحفاظ على الموروث الحضاري اليمني بكامله .

II
ـ مؤتمر هيئة المعماريين العرب الرابع سيعقد في حلب في 14 و 15 و16 تشرين الثاني الجاري. عنوان المؤتمر هو "حلب بين التراث والمعاصرة "، ومحاوره الرئيسة هي للمصادفة، أربعة ايضاً:
1 – المحور الأول: حلب التاريخية حضارة وانتماء.
2 – المحور الثاني: الحفاظ على التراث الحضاري في حلب التاريخية.
3 – المحور الثالث: التكامل بين حلب التاريخية ومحيطها العمراني المعاصر.
4 – المحور الرابع: العمارة المعاصرة في حلب، وإشكالية الهوية.
يبتعد المؤتمر في عنوانه وفي محاوره الأربعة، عن القراءة الأيقونية للتراث الحضاري في حلب، وعن النظرة المتحفية إليه. ويقترح مقاربة تحليلية تصاعدية (كريتشاندو) كما يقال في لغة الموسيقى.
■ فيبدأ في محوره الأول، بالتوقف عند التاريخ في حلب، وعند أهم الأحداث التي مرت عليها وصنعت تحولاتها. إذ لا مبالغة في القول أن حلب، هي أفضل شاهد على ما حفره التاريخ في المنطقة برمتها. عَبَرَها الفاتحون والغزاة القدامى، الحثيون، والحوريُّون، والمصرويون الفراعنة، والفرنجة الصليبيُّون، والمغول ...، ثم طرد الأيوبيون الفرنجة. وجاء بعدهم المماليك، والسلاجقة الأتراك، والعثمانيون ...، ثم الكولونياليون الفرنسيون. قامت فيها الممالك، وانهارت. واستقرَّت حلب بعد رحيل الجميع، سوريةً، عربيةً، إسلامية.
ثم يتوقف المؤتمر في محوره الأول أيضاً، عند التطور العمراني لحلب القديمة، محللاً العهود التاريخية المتعاقبة، مستعرضاً واقع مدينة حلب التاريخية، دارسا ً العهود القديمة المتعاقبة، باحثاً في معالمها الأثرية البارزة، يصفها ويحللها، ويحدد مكانها في تاريخ المدينة، ودورها في تكوين نسيجها العمراني.
■ وينتقل المؤتمر في محوره الثاني، إلى موضوعة حلب التاريخية، وإلى سياسات الحفاظ على التراث الحضاري فيها. ففي حلب اليوم قلعتها، وقد شيدت فوق جبل قام هناك منذ أن كان التاريخ. وأُكمل الجبلُ بإرادة الناس وبسواعدهم. أكمل الناس بالردم الجزئي صناعة جبل، وبنوا فوقه قلعة. أحاطوها بالمياه، وجعلوا في أسوارها بوابةً شاهقة مدهشة، هي في المدينة رمزها. ثم بنى الناس حول القلعة المساجدَ، والأسواقَ، والخاناتِ، والحمَّاماتِ، والمدارسَ، والدورَ، والمنازل...، بنى الناس حول القلعة كل سبل العيش. أربع ماية هكتاراً من الموروث العمراني، يعيش فيه الناس اليوم، ويشكَّل القلب النابض للمدينة المتروبولية المعاصرة. ويحافَظُ على هذا الموروث بمنهجية، ومعرفة، ودقة، ومهارة، واحتراف، واصرار.
فيتوقف المؤتمر عند هذه التجربة في المحافظة لدراستها، واستلهامها في تجارب ميدانية أخرى على امتداد الوطن العربي. من مشروع الإرث الثقافي والتنمية المدينية في لبنان، والذي يطمح إلى إدماج الموروث المبني في الحياة المدينية المعاصرة في كل من طرابلس، وجبيل، وصيدا، وصور، وبعلبك.
إلى تجارب الحفاظ على المدن التي انشئت في الفترة بين العام 1850 و1950 في بعض الدول العربية.
■ ثم ينظر المؤتمر في محوره الثالث إلى حلب المعاصرة. نسيج مديني متجانس، منخفض في وسطه، مرتفع في أطرافه بلطف، كالصحن. المدينة التاريخية في زاويته الجنوبية الشرقية، ومعظم التمدد المديني غرب المدينة التاريخية. في هذا النسيج المتمدد، والذي يبدو وكأنه بلا حدود، مليونان ونصف من السكان. وفيه نصف الصناعة السورية تقريباً، ومعظم التجارة، والكثير من التعليم، والثقافة، والسياحة.
■ ويستمر المؤتمر في منهجه التصاعدي، فيبحث في محوره الثالث الذي لا نزال بصدده، في جدلية العلاقة بين المدينة التاريخية، والنسيج المديني المعاصر الذي يحوطها. مقاربةٌ فيها الكثير من الاشكاليات، والكثير الكثير من الأسئلة الجوهرية:
1 - ما هو دور المدينة التاريخية، في النسيج المديني الكلِّي للمدينة؟
2 - هل تتكامل معه؟ وما هو دورها في هيكلة (structuration) المدينة بكاملها؟
3 - ما هو دورها في بثِّ الحياة فيها باستمرار؟
4 - كيف يندمج النسيج الموروث بعمارته وبناسه، في نسيج المدينة المعاصرة ؟
5 - وهل ينتجا معاً تنمية مدينية إنسانية شاملة للمدينة بكاملها ؟ تنمية مستدامة؟ كما يقال اليوم.
■ ويستمر المؤتمر في محوره الرابع والأخير، في الابتعاد عن القراءة الأيقونية للتراث الحضاري في حلب وفي الوطن العربي، كما يستمر في الابتعاد عن النظرة المتحفية إليه. فيطوّر مقاربته التحليلية التصاعدية، ويبحث في تأصيل القيم الحضارية في العمارة العربية المعاصرة، ويفتش عن وسائل الاستفادة من التجارب العربية في البحث عن هوية معمارية عربية نفتقدها، معالجاً موضوعة المعاصرة، وجدليات الهوية، وإشكاليات التراث. وينتهي المحور بمناقشة الاشكالية الاساسية:
كيف ننتج في حلب اليوم، عمارةً معاصرةً، تدلُّ على هويتها، وعلى انتمائها الحضاري؟

III
طاولة مستديرة، حول "التراث المعماري العربي الاسلامي والمعاصرة"، ستختتم نقاشات المؤتمر الذي سيستمرُّ ثلاثة أيام. وسيشارك في هذه الطاولة، معماريون ممارسون، وأكاديميون، وباحثون من لبنان، والعراق، ومصر، والأردن، والسعودية، وسورية.
ستوثَّق كل المداخلات، كما ستوثَّق كل المساهمات، وكل الآراء، لتصدر مع وثائق المؤتمر بصفة "إعلان حلب حول التراث المعماري العربي والمعاصرة ".
-1- سيحيِّي الإعلانُ بالضرورة إختيار حلب، عاصمةً للثقافة الاسلامية للعام 1427 هـ الموافق للعام 2006 م.
-2- وسيعتبر، أن اختيار حلب مكاناً وموضوعاً للمؤتمر الرابع لهيئة المعماريين العرب، يعود إلى مكانة حلب الفريدة في تاريخ المنطقة منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، كما يعود إلى الاهمية البالغة للمدينة التاريخية فيها. اهمية مساحتها 400 هكتاراً محافظٌ عليها، واهمية الإرث المبني فيها.
-3- وسيشيد الإعلان بمدينة حلب نموذجاً حياً للمدن العربية الاسلامية. فالمدينة التاريخية، فيها هي أكبر مدينة عربية اسلامية متواصلة الوجود حتى يومنا هذا. إنها مدينة حية، ديناميكية، فاعلة في محيطها المباشر وفي سورية، وفي المنطقة بكاملها.
-4- وسيؤكد الإعلان، أن العمران التاريخي في حلب، والعمارة العربية الاسلامية فيها، يعكسان بأمانة وصدق، التحولات التاريخية التي مرت بها المدينة في العصور الاسلامية المتلاحقة والمتواصلة.
-5- وسيرى الاعلان، أن الأرث الثقافي في حلب، عمراناً متضامَّاً كثيفاً وعمارة أصيلة غنية بمفرداتها وبثروتها الرمزية والجمالية، إنما يعكسان بصدق وأمانة مرة أخرى، بنية المجتمع الاسلامي في تحولاته الكبرى. وقد أراد هذا المجتمع، أن يعبِّرعن ذاته دائماً ورغم كل المتغيرات، بكونه مجتمعاً متراصاً، متعاضداً ، فيه وحدة وتكامل بين كل مكوناته.
-6- وسيؤكد الأعلان أن هذا الأرث في العمران وفي العمارة، هو ثروة حضارية نادرة، ومرجعية ثقافية لا غنى عنها، تستدعي كل الاهتمام وكل الدراسة. وهي تستدعي بالتأكيد التعريف بها، بكونها جزءاً هامَّاً وفاعلاً في الحضارة الانسانية في العالم بأسره.
-7- وسيشير الإعلان، إلى أن الكثير من التيارات المعمارية المعاصرة والتي تزدهر اليوم مع تراجع فكر الحداثة في العمارة الذي يدَّعي الكونية والشمولية:
البحث المتعدد المنابع عن العمارة لصيقة المكان، والعمارة الاقليمية المناطقية، والعمارة المناخية، والعمارة الايكولوجية، والعمارة البيئية، والعمارة المستدامة... وغيرها.
إن كل هذا الحراك في ميدان التفتيش عن الابداع والخصوصية في العمارة، انما يمكن أن نجد له ما يفيده ويغنيه في العمارة العربية الاسلامية الموروثة، لأن في هذه العمارة عناصر حية، يمكن توظيفها بفاعلية في عمارتنا المعاصرة.
-8- وسيؤَّكِّد الإعلان، انه وربما وجدنا في هذا الشكل من التواصل الحي، ما يساعد على سد الفجوة السحيقة بين الإرث المبني، والمعاصرة. إذ غالباً ما تكون العمارة المعاصرة بليدةً، قبيحةً، مدِّمرةً.
-9- وسيؤكد الإعلان على أن روح العصر، لا تحدِّدها السطوة الفجّة للرأسمال المتوحش على قطاع البنيان، والذي يُحِّول العمران والعمارة إلى استثمارات عقارية صافية لا علاقة لها بالمكان وبناسه، ولا مكان فيها لأي ابداع إنساني حقيقي.
بل أن روح العصر تتأكد، من خلال الفهم العميق للمكان حيث تقوم العمارة. هذا الفهم الانساني للمكان، بناسه، وبمقوماته، وبإمكاناته المتاحة، في كل الميادين.
-10- وسيؤكد الإعلان، على ضرورة الحفاظ على هذا الأرث الثقافي المبني عمراناً وعمارة، وحمايته وتوظيفه في الحياة المعاصرة، بما يساعد في إيجاد تنمية انسانية حقيقية وشاملة.
-11- كما سيشير الإعلان إلى اهمية تجربة حلب الفريدة في هذا المجال.

IV
يترافق هذا النقاش الفكري خلال أيام المؤتمر الثلاثة، مع ثلاثة معارض، تحاول أن تجد لها مكاناً في محاوره، وذلك عبر تجارب العارضين.
ـ المعرض الأول وعنوانه، الحفاظ على التراث وإدماجه في الحياة المعاصرة للمدينة، بمشاركة سورية، ولبنانية، وفلسطينية، وسعودية.
ـ والمعرض الثاني وعنوانه، العمارة المعاصرة في النسيج التقليدي الموروث، ودورها في إعادة هيكلة المدن (Restructuration) وفي بثِّ الحياة فيها وإحيائها، بمشاركة سورية ولبنانية.
ـ والمعرض الثالث وهو الأهم على ما أظن، وعنوانه الاصالة والمعاصرة في العمارة تجاربٌ عربية، بمشاركة بارزة لمعماريَّيْن عربيَّيْن رائدين، رفعة الجادرجي من العراق وراسم بدران من الأردن.

V
● من المفرح في هذا الزمن الرمادي القاتم، أن نجد في عمق العتمة، بقيَّةً من ضوءٍ نستخدمها، لنقرأ في مدننا وفي عمارتنا، ماضياً وحاضراً. وربما استطعنا، بمساعدة المتبقي من هذا الضوء، أن نقرأ أيضاً، في مستقبل عمراننا وعمارتنا.
● من المفرح في زمن التشرذم، أن نسمع ونرى أربعة عشرة متحدثاً في المؤتمر، وأن نرى فيه خمس ماية وخمسين معمارياً وباحثاً عربياً، يشاركون في أعماله.
● من المفرح أن نراهم يجتمعون لمدة ثلاثة أيام متتالية، ليتناقشوا في أمور الإرث الثقافي المبني ويتطلعون في ضوئه، إلى حاضرنا ومستقبلنا.
● من المفرح أن تشد كل هولاء، الميزات العمرانية والمعمارية التاريخية الفريدة لمدينة حلب، باحثين في وسط العتمة، وبمساعدة المتبقي من الضوء الخافت، عن ما قد يشدهم مستقبلاً.
سيأتون إليها من الجزائر وتونس وليبيا، من مصر والسودان والاردن.
سيأتون إليها من سورية، ولبنان، والعراق، وفلسطين. سينظر هؤلاء تحديداً، إلى باب الفرج، وباب أنطاكية، وباب قنسرين. سينظرون إلى قلعة حلب وبَّوابتها المدهشة، إلى الجامع الأموي وإلى الكنائس العتيقة، إلى الأسواق وسوق الصاغة خاصةً، سينظرون إلى الخانات والحمامات وكل ما في المدينة من معالم، وسيرون في اللحظة ذاتها، وعلى شاشة متخيلة تنبسط امامهم صافية مضيئة، سيرون في اللحظة ذاتها، القاهرة، والقدس، ودمشق، والخليل، وحيفا، وطرابلس، وصيدا، وصور.
سيرددون، وهم الذين تصدوا للحرب على لبنان، وهم الذين يتصدون يومياً لحرب الإبادة الصهيونية على فلسطين، سيرددون ما قاله زميل فلسطيني عزيز: لا! لن تستطيعوا أن تقسموا مياه البحر الواحدة،
لا! لن تستطيعوا أن تهزمونا.
سيأتون إليها متابعاً بعد توّقفٍ تعداد من سيأتي، من السعودية، والكويت، والبحرين، واليمن.
● من المفرح أن نرى، بين مئات المختصين المشاركين في المؤتمر، رؤساء البلديات في مدننا الساحلية التاريخية كلها أو من ينوب عنهم، عنيت الميناء، وطرابلس، وجبيل، وصيدا، وصور.
● من المفرح أن نسمعهم يتكلمون العربية بكل لهجاتها .
* رئيس "هيئة المعماريين العرب"
ورئيس المؤتمر




هوية
هيئة المعماريين العرب

تأسس إتحاد المهندسيـن العرب في نيسان / إبريل من العـام 1963 في دمشـق. وتشكل الإتحاد عند التأسيس، من الهيئات الهندسية في كل من المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، دولة الكويت، الجمهورية اللبنانية وجمهورية مصـر العربيـة. وأعلن قيـام الاتحاد رسميا أثناء إنعقاد المؤتمر الهندسي العربي الثامن في القاهرة في أيار / مايو من العام 1963 أيضاً.
ويضم الاتحاد الآن بالإضافة إلى الهيئات المؤسسة، الهيئات الهندسية في كل من دولة الإمارات، البحرين، تونيس، الجزائر، السودان، فلسطينن، ليبيا، المغرب واليمن. وقد أنشأ اتحاد المهندسين العرب، في صلب بنيته التنظيمية والمهنية، هيئات متخصصة مستقلة أهمُّها هيئة المعماريين العرب التي أسسها في 1993 .
وقد عقدت هيئة المعماريين العرب أول جمعية عامة لها في العام 1994، حيث أنتخبت رئيساً ولجنة تنفيذية من ستة أعضاء منهم نائب للرئيس فأبتدأت بذلك الدورة الأولى، تلتها ثلاث دورات، الثانية في العام 1998، والثالثة في العام 2001، والرابعة أي الحالية، في أوائل العام 2005، والتي ستستمر حتى آخر العام 2007 .
وتضم هيئة المعماريين العرب، المعماريين من أحد عشر بلد عربي، وهي الأردن، الامارات العربيـة، السـودان، سوريـة، العراق، فلسطيـن، الكويت، لبنـان، ليبيا، مصر واليمن. وقد أنضمت مؤخراً إلى الهيئة النقابة الوطنية للمهندسين المعماريين الجزائريين. كما انضمت إليها النقابة الوطنية للمهندسين المعماريين التونسيين كعضو مراقب .
وتعمل الهيئة بمثابرة، كي ينضم إليها المعماريون من البلدان العربية الأخرى. فأقامت في سبيل ذلك علاقات وطيدة مع النقابة الوطنية للمهندسين المعماريين في المملكة المغربية، ومع معماريين في البحرين، ومع غيرهم. وعملت الهيئة ولا تزال، وهي ملتزمة بنظامها الأساسي. فحرصت دائماً على تجميع كل الإمكانيات لايجاد عمارة عربية مميزة، منسجمة مع البيئة العربية، منبثقة من التراث العربي، ومعتمدة على التطورات العلمية والفنية، والتقنية. وتجهد الهيئة للحفاظ على التراث العربي، وإبراز أثره في تقدم الحضارة، وتعريف العالم به.