الحل الممكنعبد العزيز محمد سبيتي

لو راجع المواطنون تصاريح المتحاورين والمتشاورين والمبعدين عن الآمرين، لاسترعى انتباههم التالي:
الرئيس نبيه بري بتصرفاته وحنكته وإخلاصه قد نال رضى جميع الفرقاء وثقتهم بوطنيته التي لا غبار عليها، إضافة إلى ذلك إنه يحمل تفويضاً من حزب الله وتفويضاً من 90% من أبناء الطائفــة الشيعية إضافة إلى جميع من في 8 و 14 و 11 آذار حـــــتـــــى بات الضامن للجميع.
الرئيس فؤاد السنيورة بصبره وثقته بنفسه وخطه السياسي قد نال ثقة مجموعة 14 آذار و14 شباط وقرنة شهوان والوزير وليد جنبلاط وكل العرب وكل الغرب.
الكاردينال صفير لم يبق رجل يتعاطى السياسة إلا واصطف خلفه وصرح بأنه وراء البطرك صفير، وطبعاً جميع القيادات الروحية تحترم رؤيته الوطنية وخاصة عند اتخاذ المواقف التاريخية، وهو الوحيد الموثوق بإعادة الأمور المشكو منها إلى نصابها.
وبــــــــحـــــــساب بسيط نــــــــــرى أن القادة الثلاثة أعلاه يجــــــمـــــــعون كل الفرقاء داخل الحوار والتشاور وخارجه، وطبعاً، وهو الأهم، يتمتعون بثقة نسبة عالية جداً من أفراد الشعب، إضافة إلى ثقة جميع المحاور الإقليمية والدولية غرباً وشرقاً.
وبناء عليه لماذا لا يعقد الثلاثة لقاءً مقفلاً لا ينتهي إلا بصعود الدخان الأبيض بشأن كل الأمور العالقة: «وطبعاً بموافقة خطية من الجميع للثلاثة».
أ ــ موضوع رئاسة الجمهورية والوصول إلى شخصية وطنية تكون موضوع إجماع من الثلاثة.
ب ــ موضوع حكومة الاتحاد الوطني بكل تفاصيلها وتشعباتها، وحتى أسمائها وحقائبها.
ج ــ موضوع قانون الانتخاب الجديد وبالتالي الانتخابات القادمة تاريخاً وكيفية.
د ــ الاستراتيجية الدفاعية للبناني وأدوار الجيش والمقاومة والاستفادة من كل ما يجعل قوة لبنان في قوته وليس في ضعفه.
ــ جميع الأمور الأخرى التي تطرح من كل من الثلاثة، سياسية كانت أو اقتصادية، محلية أو إقليمية أو دولية.
الــــــــثــــــلاثة هم أقـــــــانيم الوطن المخلصون الذين يـــــخــــــافون اللـــــــــه ولديهم التـــــــــقوى والإيمان بالله والوطن والشــــــــــعب فليجتمعوا ولتقطع عنهم الاتصالات وليصلوا لربهم كــــــــــل على إيمانه، والشــــــــــعـــــــــب ليس مـــــــــتـــــــأكداً من وصولهم إلى حل فحسب، بل الى جـــــــــميع الحلول لكل المعضلات التي ستدمر الوطن وتزيد معاناة الشعب وهجرته.
وكلما طالت مدة خلوتهم ارتاح الشعب وانتظر الفرج وابتعد عن الشارع الذي إذا استعمل فسيفرغ الوطن لا قدر الله.


خطوة أولى
حسن مهدي ناصر الدين

هل أعجبتك مقالتي؟ سألني ثم توارى وتجنب سماع الرد.
وكان صاحبي من أكثر الناس بعداً عن السياسة، أو لنقل عن الكلام في مواضيعها. فلم أعهده يوماً متحمساً لزعيمٍ أو لحزبٍ أو لطرحٍ سياسيٍّّ ما، وهذا ما أكسبه محبة وصداقة الجميع. وكان جلّ ما يبديه في كل النقاشات استماعاً مختصراً أو انسحاباً سريعاً.
قرأت المقالة، وتعجبت، فلقد تحول هذا الإنسان إلى أكثر الناس دفاعاً عن طائفته وجماعته وأشدهم بعداً عن الاعتدال والحياد، وأفرغ في عمله هذا كل ما عرفه من أحقادٍ على أشخاصٍ لم يكن ليهتم لأمرهم سابقاً... وما كانت إلا المقالة الأولى.
فرفقاً بنا يا أهل السياسة، فأمثال صاحبي كُثُر وإن فكروا بالكتابة في خطوةٍ أولى ، فاحذروا الآتي، والآتي أعظم.