الصيدلي ربيع رشيد الشعّار - بيروت
سماحة مفتي «يا جبل ما يهزك ريح»
السلام عليكم
اعتدنا في الآونة الأخيرة رؤية سماحتكم على شاشات التلفزة وقراءة بياناتكم السياسية في الصحف ويا ليتك لم تفعل أو يا ليتنا لم نر ولم نسمع. ان تصريحاتكم وإن كانت في الظاهر سياسية ولكنها في مضمونها تخفي بعداً «طائفياً» مخيفاً جداً وينذر بعواقب كبيرة لو استمررتم في إطلاق العنان لغروركم وتعصّبكم.

إن رسالتي هذه نابعة من كوني مسلماً يؤمن بالقرآن الكريم وبسنّة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، ومن انتمائي الجغرافي العربي ومن إقامتي ومكان مولدي في وطني لبنان. لقد صعقنا بهجومكم المستمر على المقاومة الاسلامية وسلاحها عامة وعلى سماحة السيّد حسن نصر الله خاصة. المقاومة وسلاحها هما عنوان للجهاد الذي هو من الأسس الدينية للدفاع عن الأمّة الاسلامية. لا يجوز لكم ان تشككوا بتضحيات المقاومة، وهي أسمى من أن يشكك بها. يا ليتكم شكّكتم في خلفية ونيات الاعتداءات الصهيونية الهمجية على لبنان وشعبه وبنيته التحتية، ويا ليتكم حذّرتم من السلاح النووي الصهيوني الذي يهدد بضرب بلاد العرب والمسلمين ومهاجمتها. حتّى وإن تمّ تحرير مزارع شبعا فإن سلاح المقاومة يجب أن يبقى حتى ينصر الله إخوتنا في «حماس» ويتم تحرير القدس من الاحتلال الذي يدنّس أول قبلة للمسلمين ومكان مولد السيّد المسيح عليه السلام.
ان الــــله وعـــــد وبشّر بهذا في كـــــتابه الكريم وأرجو أن تكون على علم بذلك والله أعلم. أنتم ما برحتم تهاجمون المقاومة ولم نسمع من سماحتكم أي استنكار للمجازر الاسرائيلية التي جرت وتجري ضد أهلنا في فلسطين، فما هو عذركم وتبريركم؟ إن تخويفكم وتهويلكم على أبناء الطائفة السنيّة من الطائفة الشيعيّة، وهي في حقيقتها اختلاقات لا أساس لها، ما هي إلا وليدة تعصّب داخلي له ان يساهم في زيادة شرذمة الأمّة وتفكّكها. وهذا لا يخدم إلا مصالح الذين يتربّصون بهذا الدين الحنيف. وأنت تعلم جيداً بأن أهل السنّة لن يتشيّعوا مهما كانت الظروف، وأن أهل الشيعة لن يتحولوا أهل سنّة مهما تكن الأسباب، وأنّ الاثنين لن يتّحدوا ما دام هنالك أشخاص مثل سماحتكم يدعون الى التفرقة. يا ليتكم هوّلتم من سياسات العدو الصهيوني ومن الكره الأميركي لكل ما ومن يمثّل الاسلام. كل ما سبق ذكره يهون بالمقارنة مع اتهامكم سماحة السيد بالديكتاتورية ونعته بالمجنون، حاشاه، ولا سامحك الله. «لقد بشّر الله المؤمنين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّّا إليه راجعون» صدق الله العظيم، فإن كنتم من المؤمنين فلقد أصابت سماحتكم مصيبة الغيرة العمياء الناتجة من التعصّب الأعمى. ان ملايين الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من المسلمين الشرفاء والأحرار الذين خالفوا حكّامهم وملوكهم المتواطئين ونزلوا الى الشوارع أو قاموا بالدّعاء لنصرة المقاومة الاسلامية، يستحيل أن يكونوا على ضلالة، وتعصبكم على صواب.
ان المحبّة التي نكنّها لسماحة السيّد حسن نصر الله هو نتيجة صدق أقواله وأفعاله، وجهده في الحؤول دون وقوع فتنة طائفية تطيح ما أنجزه هذا الدين العظيم. ان تشبيه سماحتكم قوّة صمودكم بالجبال في وجه الذين اختلفوا معكم في الرأي والرؤية كمن يشبّه نفسه بحائط الفصل في فلسطين المحتلّة. يقول الله في كتابه الكريم <<وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين>>، فهل تندمون؟
انّ عدم ردّ حزب الله عليكم نابع من احترامه المقام الذي أنتم فيه، ولتجنيب البلاد مخاطر الفتن القاتلة من جهة ثانية. وعلى رغم ذلك لم ترتدع، ترى متى تفعل؟ اللهم اشهد أنني قد بلّغت.
وكما بدأت رسالتي أنهيها بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.