إلى سيد الوعد الصادقوجدان دهام الحسنية

منذ زمن يا سيدي! وحبك يتصاعد فينا أعراساً وفصولاً وبيادر!! نحمل كلمتك النبوية ونمضي... نسلّم على الكسيح فيكسر عصاه ويسير... نصافح خالي القلب فيصيبه عشق الوطن... نعانق طفلاً رضيعاً فيترك ثدي امه ويكبر!! نهرع اليك يا صدر الحب ممتشقين قلوبنا الجريحة لنغفو على وسائد عينيك!!
آه لعينيك كيف تتسع لكل عيون الشهداء!
اليوم يا سيدي اصبحنا نتلوك صلاة يومية، نقيم اعراس الشهداء! ندق الاجراس، نرفع اقواس النصر! نجاهر باسمك كل الدنيا!
اليوم اصبح اسمك يتصدر واجهة الوطن وسنابل القمح تصنع ارغفة الحياة! نجمة ترسم عشاقاً وتدعوهم إلى الغناء.
أنت الخبز، انت الشمس. انت المحرر، لوطن لا يطير ولا يرتحل! وهذا الوطن نسكنه ويسكننا منذ الأزل...
ايــــــــــماننا بك ســــــــــــــــــــيفاً يغطّي عين الشمس، ونهراً يتفجر من صدر حرمون، ويصبّ في خـــــــــاصرة الكرمل! فــــــــــــمن يستطيع أن يغير مجراه؟ من يستطيع ان يلوي مجرى الانهار؟
في انتصارك ارى كل تراب الارض يتجمع فوق شفتي، وفلسطين الحبيبة تطل من نوافذ قلبي وتبتسم، وبيروت الجميلة تهلل للعرس وتغتسل بعطر الرياحين والتبغ والصعتر لاستقبال الفوارس!
يا سيدي اربط جوادك في شرايين قلوبنا، ثم اقطعنا جسوراً الى كل الوطن، لقد فتحت للوطن نافذة على الشمس! لتكون هناك دمعة فرح تمسح عن عيون الامهات دمعة الحزن، لتكون لأطفال بلادي اول بسمة كما كانت لهم اول دمعة، لتكون هناك طواحين الفقراء تجعل الارض تدور حين يدور القلب! لتكون جراحنا عصافير الرجوع الى قرميد حيفا وأغصان بيسان!
لتكن بلادي ذراعاً يصل الارض بالسماء جرساً يقرعه الانبياء، ومئذنة تجعل الله اقرب.


الزراعة وهمومها
سيزار فارس عون

إذا كان اكثر من 40 % من سكان لبنان يعتاشون من الزراعة، واذا انحصر همّ السياسيين فقط في القضايا الســــــــياسية، والتناحر السياسي على من يتولى حقــــــــــــيبة ماذا ومن، فهذا كله يعني أن الحكام والحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال عاقبت وتعاقب الفلاح او المزارع اللبناني، بالاضافة طبــــــــــعاً الى غضب الطبيعة الذي لا يرحم، ناهيك عن الاسواق المفتوحة التي تغرق الســــــــوق المحلي من الخارج بـــــــــــــدون حسيب او رقيب رغم بعض الاتفاقات الــــــــــثنائية بين لبنان وبعض البلدان العربية والاوروبية، وتـــــــــــــــبقى الجمعيات الزراعية عاجزة عن تسويق هذه المحــــــــــــاصيل في الخارج رغم نوعية الثمار والفاكهة اللبنانية وجودتها.
الا أن ما يقضّ مضجع المزارعين هو عدم اكتراث النواب. وما يزعج اكثر أن البلديات لا حول لها ولا قوة، والمختارين اصواتهم خافتة ولا تسمع.
من تعــــــــــــايش مع الارض وأعطاها من عرقه ودمه، حمـــــــــــل في داخلــــــــــــــه أيضاً بـــــــــــــــذور الإباء وعدم الاستجداء، وهو الذي لقّب «سلطاناً مخفياً».
ليس العيب في المطالبة، بل العيب في أن تكون موازنة الزراعة 0,2 في المئة% من موازنة الدولة اللبنانية.
هذا غيض من فيض، ومثَل من عدة امثلة تحصل يومياً على جميع الاراضي اللبنانية ولا من مجيب.
عـــــــــــلّ وعسى هذه الصــــــــــــرخة الخارجة من صدور المزارعين، تلقى آذاناً صاغية لدى المسؤولين.