ساعة الحقيقةشيرين زعرب

بعد صمتٍ طويل، وأحزان دفنتها عميقاً، قررت الآن رفع صوتي والجهر ببعض ما يعتمل داخلي، وترك العنان لصرخة وجدانٍِِ جريح، يزداد ألمه كل يوم من مزايدات الظالمين والغاصبين ومدّعي البطولة في الحرية والسيادة والاستقلال. هذا الأقنوم الذي دفعت أنا ثمنه دماً يوم كان أبطال الـ (05) يتاجرون بالدم.
تقولون انتفاضة الاستقلال، انتفاضة على ممارسات القمع والتعسّف والتّرهيب والتّهويل والتّرغيب... واستقلال وطننا وبلدنا عن محتلّ تمرّس في ابتداع أشكال الإذلال. لن أسألكم أين كنتم وماذا فعلتم وكيف قاومتم ذلك المحتلّ حين كان الوطن في حاجة ملحّة لمقاومة فعليّة وحقيقيّة!! الجواب يعرفه الجميع، ويشهد التاريخ على شراكتكم للمحتل. والجميع يعرف ان «مقاومتكم» التي جاءت متأخرة سنوات، لم تكن حقيقية. الشجاعة التي نزلت عليكم فجأة؟ لم تكن هي الأخرى حقيقية، كانت من نوع الشجاعة الزائفة، الشجاعة التي تؤكد عظيم خضوعكم وتآمركم السابق على البلد.
لستم أهلاً للثّورة ولا للانتفاضة ولا للتمرّد ولا للتضحية! لأننا منذ بدء المؤامرة التي شارك معظمكم في صنعها، ونحن وحدنا من ثار وانتفض وتمرّد وقدّم أغلى الشهداء. وأود السؤال، أنا التي أملك حق السؤال، كيف يغمض لكم جفن وكيف لا تخجلون من نظرات النّاس!
بئس حياة يصعب عليكم عيشها أحراراً ويسهل عليكم عيشها عبيداً.
بئس حرّية تنشدونها وديموقراطيّة تدّعونها. وعقولكم خاضعة ومخضِعة، وحكمكم تعسفي واستبدادي. منذ سنين وأجيالنا تحلم بمؤسّسات قويّة وسلطة نزيهة، ورجال حكم أحرار، لا رجال تحكّم واستحكام.
نعم! نريد الغربلة لكي نوقف السرقات ودوس الكرامات.
نريد الغربلة لأنّكم أسأتم للمفاهيم والقيم وللمبادئ، فصار «الزّعيم» ينحني والقائد يُقاد. لن نقبل أن تباع دماء آبائنا، الذين قرّروا صون الوطن وكرامته مهما غلت التضحيات.
وأختم لأقول بالفم الملآن وبصريح العبارة، ارحلوا عنّا، لا نريد منكم شيئاً.
ارحلوا إلى أيّ مكان. المهم أن ترحلوا.
اذهبوا واستغفروا الله لعلّه يرأف بأرواحكم عندما تموتون.
اذهبوا واتركوا هذا الوطن الذي لن يكون أبداً للعبيد أو الظالمين والغاصبين. لكنه سيبقى قلعة محصَّنة لجميع الأحرار والمخلصين، ومأوى وملجأً لكلّ المظلومين والمضطهدين.



دفاعاً عن الشيخ الجوزو
المحامي علي حسين الغول
رئيس جمعية شباب الضنية

إن الحملة الهوجاء التي تستهدف سماحة مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ليست سوى حلقة من مسلسل التجنّيات والأكاذيب والأضاليل التي تبث سمومها جوقة الفريق الانقلابي الذي يأتمر وينفّذ تعليمات خارجية معادية للعرب والمسلمين.
وإن سماحة المفتي محمد علي الجوزو يمثّل مرجعية وطنية كبيرة عند اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة، وإن أبناء الطائفة السنية في لبنان يلتفّون حول مؤسساتهم من موقع رئاسة الحكومة الى موقع المفتين الأجلّاء وعلى رأسهم مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الذي يتمتع بثقة كل الشعب وتقديره لما له من مواقف تجمع ولا تفرّق ومحطات عزّ وكرامة في تاريخ لبنان والعرب.
وقد ورد في الصفحة الخامسة من جريدة «الأخبار» بتاريخ 18\11\2006 تحريض واضح وصريح على سماحة المفتي الجوزو وهو كلام مذهبي ملفّق يندرج ضمن مخططات باتت أهدافها معروفة ونياتها مكشوفة وهي النيل من رموز الطائفة السنية وهو حلم انقلابي ثوري بدأ بالعراق وبمساعدة الأميركيين وعملائهم، وبالأمس ما تعرض له الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين السنة الشيخ حارث الضاري في العراق لهو الدليل القاطع والملموس على ما يحلم به هؤلاء الانقلابيون بدءاً ببغداد العروبة الى بيروت الصامدة بوجه كل دخيل ومحتل.
وإننا إذ نطالب النيابة العامة التمييزية اعتبار ما ورد في جريدة «الأخبار» في حق المفتي الجوزو إخباراً يستدعي تحرك القضاء وتجريم مرتكبه بتهمة إثارة النعرات والتحريض على القتل والمسّ بالمرجعيات الروحية ويندرج ضمن خانة الكذب والنفاق والتضليل، وذلك حرصاً على حياة سماحة مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو وعلى أمن لبنان واستقراره.